“في عصرنا هذا، خاصّة في الشرق الأدنى مهد الديانات الإبراهيمية، نشعر دائماً بالحاجة إلى شرعة اجتماعية جديدة تدعم الضعفاء وتدلّ الجميع على طريق التضامن الشامل. و”جميعنا إخوة” أو الرسالة الحبريّة التي وقّعها البابا فرنسيس في 3 تشرين الأوّل على قبر القدّيس فرنسيس الأسيزي، موجودة على مستوى هذه الضرورة الحيويّة بالنسبة إلى شعوب الشرق الأدنى وجميع البشر، مع الاعتراف بالأخوّة التي تصل جميع البشر الذين خلقهم الله الواحد، والإشارة إلى هذا الاعتراف كأساس في جميع العلاقات الاجتماعيّة”: هذا ما كتبه الأمير الأردنيّ الحسن بن طلال في إطار تعليق طويل على الرسالة الحبريّة الأخيرة، كما أورد الخبر موقع وكالة فيدس الفاتيكانية، وكما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
لطالما كان الأمير الأردنيّ عمّ الملك عبدالله الثاني مُشاركاً في الحوار بين المسيحيّين والمسلمين، لاسيّما بصفته رئيس “المعهد الملكي للدراسات الدينيّة” في عمّان.
وفي تعليقه، ذكّر الأمير أنّ “جميعنا إخوة” تولد في إطار الوثيقة حول الأخوّة الإنسانيّة التي تمّ توقيعها سنة 2019 في أبو ظبي من قبل البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب. و”في الرسالة الجديدة، يدعو البابا كلّ واحد منّا إلى الاعتراف بأنّ الله خلق الجميع متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة الإنسانيّة. إنّ صلة الأخوّة التي توحّد جميع البشر تشكّل الترياق الحقيقيّ لأيّ نوع من أنواع الاعتداءات ولأيّ رغبة في الهيمنة حيال مَن ينتمون إلى جماعات أخرى اجتماعيّة أو دينيّة”. وهنا، اقتبس الحسن بن طلال اللقاء بين القدّيس فرنسيس والسلطان الملك الكامل في دمياط سنة 1219.
كما وأشار الأمير الأردني إلى أنّ “النداء للأخوّة في الرسالة الحبريّة لا يمكن تحويله إلى موجة عاطفيّة بل هو يُشير إلى طرق مشاطرة حسّية في دعم الفقراء والمرضى والمعوّقين”.
وتابع الأمير قائلاً: “لقد خُلق العالم للجميع، ونحن البشر وُلدنا على هذه الأرض بالكرامة نفسها”.
ثمّ أضاف الحسن بن طلال أنّ “الرغبة في العيش بسلام وفي التناغم مع جميع البشر تظهر في العديد من أحاديث محمد النبي، كالحديث الذي يُشير إلى أنّ “المؤمن مرآة المؤمن”.”
وأشار الأمير إلى أنّ “هذا الطموح يُعانق الاختلافات ولا يدّعي تسطيحها في توحيدٍ… خُلِقنا جميعاً من آدم وتلقّينا دعوات لتقبّل بعضنا البعض كإخوة ضمن حملة رسائل سماويّة تطلب احترام الفرد وتضع هذا الاحترام كأساس للعلاقات الاجتماعيّة”.
وختم الأمير تعليقه مُشيراً إلى أنّ إحدى البيانات التي جعلها وباء كوفيد 19 جليّة أكثر هي أنّ “الأخوّة الإنسانيّة والصداقة الاجتماعيّة يمكن أن تمثّلا أساساً ثابتاً لمواجهة التهديدات التي تحاصر البشر”.