أكّد الكرسي الرسولي، اليوم في 28 تشرين الأوّل 2020، أنّ البابا فرنسيس قد سمح لمجمع دعاوى القديسين بإصدار 8 مراسيم جديدة من بينها تطويب الأبوين الكبّوشيين من لبنان توما صالح وليونار عويس ملكي، اللّين استشهدا في تركيا في العامين 1905 و1917، بحسب العميد الجديد لمجمع دعاوى القديسين، الكاردينال الذي تمّ تعيينه مؤخّرًا وهو مارشيلو سيميرارو، أثناء لقاء جرى يوم أمس الثلاثاء 27 تشرين الأوّل.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن تطويب الشهداء من دون أن تحصل أي معجزة بشفاعتهم إذ بإعلان أمانتهم للربّ أمام الموت والاستشهاد، ينتقلون مباشرة إلى مصافّ الطوباويين، مع العلم أنّه يجب أن تُجتَرَح أعجوبة بشفاعتهم قبل أن ينتقلوا إلى مصافّ القديسين.
من هما ليونار عويس ملكي وتوما صالح؟
ولد الأب توما صالح سنة 1879، والأب ليونار عويس ملكي سنة 1881، في بعبدات. بعد قدوم الكبّوشيّين إلى بلدتهما بعبدات، اختارا أن يكونا راهبَين كبوشيَّين مرسلين، فذهبا سنة 1895 إلى إسطنبول، إلى المعهد الرسوليّ الشرقيّ للرهبنة الكبّوشيّة للاستعداد للرسالة.
بعد أن دخلا الابتداء، وأنهيا دروسهما وسيما كاهنين، زارا بلدتهما بعبدات، قبل الانطلاق إلى الرسالة، إلى بلاد ما بين النهرين. فتنقّلا بين ماردين، وأورفا، وخربوط، ودياربكر، عاملين في شتّى حقول الرسالة: المدارس، التعليم، الوعظ، التعليم المسيحيّ، الشبيبة، رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين، الاعترافات وغيرها.
استشهدا إبّان الحرب العالميّة الأولى.
– استشهد الأب ليونار، في ماردين، في 11 حزيران 1915، مع قافلة كبيرة كان بينهم الطوباويّ أغناطيوس مالويان؛
– استشهد الأب توما، في مرعش، في 18 كانون الثاني 1917، بعد أن خبّأ في ديره كاهناً أرمنيّاً خلال مجازر الأرمن. فحُكم عليه بالإعدام، لكنّه توفِّي من جرَّاء التيفوس والمعاملة السَّيئة في السِّجن، قبل تنفيذ الحكم.
بانتظار أن يتمّ تحديد موعد إعلان تطويب الأبوين ليونار ملكي وتوما صالح الذي سيتمّ في لبنان.
لنطلب صلاة هذين القديسين الجديدين الذين أتى خبر إعلان تطويبهما كومضة رجاء في بلد ومنطقة يزعزعهما عدم الاستقرار والخوف من الغد. عسى أن يمدّ الله بشفاعتهما، لبنان والشرق بأجمعه بالسّلام والرجاء حتى يستمرّ في نقل البشارة والشهادة للمسيح القائم من بين الأموات. هنيئًا للبنان وللرهبنة الكبّوشية ولكلّ مسيحيي الشرق والعالم!