Basilique Notre-Dame de Nice © notredame-nice.com

اعتداء نيس: الإله الذي يطلب القتل ليس موجوداً

عدم الاستسلام للخوف على الرغم من الألم

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“على الرغم من الألم، واجهوا هذا التهديد الخائن والأعمى”: إنّه عنوان بيان أساقفة فرنسا الذي نُشِر بعد الاعتداء الذي خلّف 3 ضحايا والعديد من الجرحى البارحة في بازيليك سيدة نيس، كما نشره الزملاء في القسم الفرنسي في زينيت.

وقد كتب الأساقفة: “إنّ الجرائم التي ارتُكِبَت في نيس، تحديداً في بازيليك السيّدة، تجعل مؤتمر أساقفة فرنسا يغوص في حزن عميق. تتّجه أفكارنا وصلواتنا إلى الضحايا والمُصابين وعائلاتهم وأقاربهم. هؤلاء الأشخاص هوجِموا وقُتِلوا لأنّهم كانوا في البازيليك. كانوا رمزاً وجب القضاء عليه.

وهذه الجرائم تذكّرنا باستشهاد الأب جاك هامل. فعبر تلك الأعمال الرهيبة، بلدنا برمّته يُعاني. هذا الإرهاب يهدف إلى إضفاء القلق على مجتمعنا. ومن الطارىء أن يوضع حدّ لهذه الغرغرينا، كما أنّه من الطارىء أن نستعيد الأخوّة التي ستُبقينا صامدين بوجه تلك التهديدات.

على الرغم من الألم الذي يحيط بهم، يرفض الكاثوليك الاستسلام للخوف. ومع الأمّة برمّتها، يودّون مواجهة هذا التهديد الخائن والأعمى”.

أمّا رئيس مؤتمر أساقفة فرنسا المونسنيور إريك دي مولان بوفور فقد شجب على حسابه على فايسبوك “المأساة الرهيبة” في مدينة شهدت على اعتداء 14 تموز 2016، مُعبِّراً عن تعاطفه وصلاته على نيّة الضحايا والمصابين وأقاربهم.

كما نشر المونسنيور تغريدتَين على حسابه على موقع تويتر قائلاً: “يوم الأحد، في عيد جميع القدّيسين، سنسمع الرب يقول: طوبى لفاعلي السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعون. طوبى لكم إن اضطهدوكم لأنّ أجركم عظيم في السماء”.

Capture @ Mgr_EMB

Capture @ Mgr_EMB

من ناحيته، وبعد الاعتداء، كتب المونسنيور أندريه مارسو (أسقف نيس) في بيان: “فلتسُد روح المسامحة التي تمتّع بها المسيح بوجه هذه الأعمال الوحشيّة… إنّ تأثّري شديد بعد أيام على جريمة قتل البروفسور سامويل باتي، وبعد أسابيع على مرور العاصفة المدمّرة “أليكس”. إنّها مأساة جديدة تضرب أبرشيّتنا. إنّ حزني لا ينتهي كبشريّ أمام ما قد يرتكبه آخرون يُسمّون بشراً”.

وأكّد المونسنيور مارسو على صلواته “لأجل الضحايا وأقاربهم وقوى الأمن التي تقف في الصفّ الأوّل، بالإضافة إلى الكهنة والمؤمنين الذين أصيبوا في إيمانهم ورجائهم”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ جميع كنائس نيس أُقفِلَت حتّى إشعار آخر، ووُضعت تحت حماية الشرطة. كما وأنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقلّ الطائرة البارحة متوجّهاً إلى نيس برفقة المونسنيور دي مولان بوفور، وبحضور الأب هوغ دي وايمون الأمين العام لمؤتمر أساقفة فرنسا الذي أكّد في تغريدة له أنّ “الأخوّة ستنتصر”.

وبالتزامن مع بيان مؤتمر أساقفة فرنسا الذي تطرّق إلى شهادة الأب جاك هامل، كرّر المونسنيور دومينيك لوبران (أسقف روان) والسيّدة روزلين هامل (شقيقة الأب الراحل) تعاطفهما وقربهما بعد الاعتداء الدامي وكتبا: “إنّ الإله الذي يطلب القتل ليس موجوداً. إنّه شَرك، بل أسوأ من ذلك، إنّه صَنَم يجسّد روح الشرّ. وهذا يولّد التعصّب، بدون الحدّ الأدنى من الشكّ الذي يشكّل بشريّة الإنسان. وبمساعدة غير المؤمنين، علينا أن نقضي على هذا الصَنَم. الله محبّة ومنبع للحبّ. الله موجود وهو يقول لنا عبر يسوع المصلوب: سامحهم لأنّهم لا يدرون ما يفعلون… فلنُصلّ من كلّ قلبنا لمَن يغريهم العنف والتعصّب والسُلطة. إنّ العدل والسلام والحبّ سينتصر. هذا ما نؤمن به، حتّى ولو كنّا اليوم نبكي”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير