“مَن يُصغي إلى كلمة الله أهل للتقدير أكثر مِمَّن يُعلنها”: هذا ما اعتبره الأب رانييرو كانتالاميسا الذي سيُعيّنه البابا فرنسيس كاردينالاً في 28 تشرين الثاني 2020، كما كتبت الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
إذ يبلغ من العمر السادسة والثمانين، إنّ الكاهن الكبوشي هو واعظ الدار الرسوليّة منذ 40 سنة، بعد أن دعاه يوحنا بولس الثاني إلى هذه الرسالة في 23 حزيران 1980 (وقد اعتدنا على عِظاته التي يُلقيها على مسامع الكوريا الرومانيّة في زمن المجيء كلّ يوم جمعة من شهر كانون الأوّل من كلّ عام). سيمَ كاهناً سنة 1958 بعد أن حاز على شهادة اللاهوت من فريبور. إنّه قريب جدّاً مِن حركة التجدّد بالروح القدس، كما وأنّه ملتزم جدّاً في وحدة المسيحيّين.
وقد شرح الأب كانتالاميسا لميكروفون راديو فاتيكان أنّ “تسميته كاردينالاً هي أكثر من اعترافٍ بشخصه. مِن الواضح أنّها اعتراف بكلمة الله، وهي قيمة لِمَن يصغي إليها أكثر مِمَّن يُعلنها”.
ويُقرّ الكاهن قائلاً: “أنا بنفسي مليء بالإعجاب، ليس حيال عظاتي، بل حيال مَن يُصغون إليها. لأنّنا إن فكّرنا أنّ حبراً أعظم مثل يوحنا بولس الثاني أو بندكتس السادس عشر أو حتّى فرنسيس يجد الوقت للإصغاء إلى كاهن كبوشي بسيط، فهذا مِثال يعطيه البابوات لكلّ الكنيسة، مِثال على تقديرهم لكلمة الله”.
أمّا عن تلقّيه العديد من رسائل التهنئة بعد الإعلان عن تسميته كاردينالاً، “لاسيّما مِن قبل بعض الأصدقاء اليهود”، فقد قال: “الأمر أبهجني حقّاً لأنّ إحدى النقاط التي تشكّل شغفي كانت تعزيز الوحدة والحوار، وخاصّة الوحدة بين المسيحيّين”. وعبّر كانتالاميسا عن فرحته حيال “إمكانيّته من التقرّب من البابا ودعمه عبر الصلاة والكلمة، والمشاركة في التزام البابا فرنسيس في بناء الجسور”.
كما وكرّم الكبوشي في كلامه شخصيّة طبعت حياته: شخصيّة الأب باسكواليه ريوالسكي الذي كان رئيساً للدير عندما دعا الرب كانتالاميسا لترك التعليم الجامعيّ بهدف التكرّس للوعظ. “أدين له ولتمييزه لاتّخاذ هذا القرار الذي أوصلني لأكون واعظ الدار الرسوليّة، ولأذهب إلى كلّ أنحاء العالم كي أعظ خلال الرياضات الروحيّة، لاسيّما السنة الماضية مع أساقفة الولايات المتّحدة. كان أبي الروحيّ، وقد لعب دوراً مهمّاً في هذا المنعطف من حياتي”.
ثمّ مُتطرِّقاً إلى “الصِفات الفرانسيسكانيّة” التي يتمتّع بها الكرادلة الجدد، أشار كانتالاميسا إلى أنّ “البابا فرنسيس يُضفي أسلوبه على كلّ مكان. فرنسيس موجود في كلّ مكان، حتّى في الرسالة الحبريّة الأخيرة التي كتبها… في الماضي، كان العدد الأكبر لليسوعيّين. وأعتقد أنّ البابا لا يأخذ بالاعتبار كثيراً الانتماء إلى رهبنة معيّنة، بل يُعطي أهمية لعوامل أخرى”.