Annunciation - SAJ-FSP - Pixabay CC0

أبونا يعقوب: انحنى الملاك أمام مريم بالرّغم من رفعته. فماذا يجب أن يكون احترامنا لها نحن التّرابيين….؟

من أقوال الطوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

    تكلّم الملاك مع مريم العذراء، وهو في وقوفٍ خاشع، خافض العينين، مع أنّه رئيس الملائكة. انحنى أمامها بالرّغم من رفعته. فماذا يجب أن يكون احترامنا لها نحن التّرابيين….؟؟؟؟

                                         أبونا يعقوب الكبّوشيّ

السّلام عليك يا أمّنا القدّيسة…

وهل أجمل من ذاك السّلام الّذي نلقيه عليك دومًا، مع كلّ إشراقة أملٍ، وفي كلّ لحظة ألمٍ تدمي قلوبنا…؟؟؟؟

وهل أجمل من وقوفنا أمام سحر عينيك، نرنو إلى جمالك، ونسلّم عليكِ مشاركين إيّاكِ الفرح العظيم الّذي شعرت به أمام جبرائيل….؟؟؟

سلامنا المريميّ كلام فرحٍ، من خلاله نعد الرّبّ قائلين، كما قالت مريم:” ليكن لنا يا ربّ كما تريد”

 يعتبر الكبّوشيّ أنّ البشارة هي أهمّ الأعياد، يمكن مقابلتها مع عيد الفصح.

الفصح يذكّرنا بختام خلاصنا، وبشارة العذراء تذكّرنا بابتداء خلاصنا. حدث البشارة يبيّن لنا كيف تمّم الله وعده لآدم بالخلاص، لأنّ الله أمين، ومحبّ. بتجسّده، صار الإلهيّ بشرًا، لأنّه محبّ البشر. أراد بمحبّته أن يعلّمنا أنّ الكبرياء  أساس الشّرور، وأنّ التّواضع ركن القداسة.

  مع بشارة مريم … حقّق الرّبّ وعد الخلاص، فأرسل الملاك جبرائيل، ناداها قائلًا: ” افرحي يا ممتلئة نعمة، الرّبّ معك” (لو 1/28)

لم ينادِها الملاك باسمها… إنّها الممتلئة بالنّعم…

مريم نالت حظوة عند الرّبّ، حلّ عليها الرّوح القدس، وسكن الطّفل القدّوس، في أحشائها.

ومن سكن الرّبّ في داخله ، عاش الخدمة، والفرح، والسّلام…

أنار الرّبّ حياتها بشعلة روحه، فحملت بالمسيح، نور العالم…

طوبى لكِ يا مريم، أنت المتواضعة التّي اختارها الرّبّ أمًّا له….

طوبى لكِ يا مريم… لأنّ قدرة العليّ ظلّلتك….

نقف اليوم أمامك… يا أمّ ربّنا… يا أمّنا…. نطلب منك ، أن تتشفّعي بنا، أن تصلّي من أجلنا، لنحوّل يوميّاتنا الصّعبة إلى خلاصٍ مليء بالرّجاء، والسّلام….

كلّنا ثقة، أنّ الرّبّ دومًا معنا، وقدرته دومًا تظلّلنا، كما ظلّلتكِ،  كلّنا نلنا حظوة بين حنايا قلبه الطّاهر…

 لنتمثّل بإيمان مريم… لنتمثّل بمسيرتها الحياتيّة… لنَعِش الثّقة والطّواعيّة، والتّواضع…

علّمينا …أيّتها الممتلئة نعمة، فرح الخدمة، والطّاعة. ساعدينا كي نحقّق ما يريده منّا طفلك القدّوس….

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير