Yoga - Pixabay CC0

عندما يتمّ الخلط بين الله والعالم، لا يعود يُفيد أيّ نوع من الصلاة

تسلّل العصر الجديد في الكنيسة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“عندما يتمّ الخلط بين الله والعالم، لا يعود يُفيد أيّ نوع من الصلاة”

أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا يحذّرون من “تأمّل الوعي الكامل”

حذّر مجلس الأساقفة الكاثوليك في إسبانيا من أنّ الإستخدام المتزايد لتأمّل الوعي الكامل يتنافى مع “ممارسات الصلاة المسيحية”، وإنّه يعرّض المؤمنين الكاثوليك لخطر “التخلي عن الإيمان” إذا انخرطوا فيه.

 في 6أيلول 2019، نشر مجلسُ الأساقفة الكاثوليك في إسبانبا، وثيقةً مهمّة يمكن اعتبارها كصدى للرسالة الموّجهة إلى الأساقفة الكاثوليك “في بعض مظاهر التأمّل المسيحي”، الصادرة عن مجمع عقيدة الإيمان سنة 1989

ردًّا على تزايد شعبية بعض وسائل التأمّل المأخوذة عن البوذية والهندوسية مثل “تأمّل الوعي الكامل” Mindfulness المنتشرة من ضمن ممارسات “العصر الجديد” في إسبانيا ، حيث يشكّل الكاثوليك المعمّدون ثلثيْ السكّان البالغ عددهم 47 مليون نسمة، على الرغم من أنّ أقل من الربع يشاركون في القدّاس الإلهي ويعلن 29 في المائة من المواطنين  أنفسهم غير مؤمنين ، وفقاً لبيانات حديثة.

كما صدر كذلك وثيقة عن رئيس الأساقفة “نوربيرتو ريفيرا كاريرا” في مكسيكو سيتي Archbishop Norberto Rivera Carrera of Mexico City ، تُدين ممارسات تيّار العصر الجديد بما فيها الصلاة المركزيةCentering Prayer [1]، وصدرت وثيقة أخرى عن أساقفة الأرجنتين تحذّر فيها خصوصًا من الممارسات الخفائية ومن تقنيات التأمّل[2]،

كذلك صدر بعدها عن أساقفة كوريا الجنوبية وثيقةٌ تُدين تقنيات تأمّل  الشرق الأقصى بما فيها الكي كونغQI Qong[3]،

وفي سنة 2015 حذّر الأسقف المتقاعد فابيان، لينكولن نيبراسكا  Bishop Fabian W. Bruskewitz of Lincoln, Nebraska من أخطار اليوغا.[4]

 قالت وثيقة الأساقفة الكاثوليك في إسبانيا، وهي بعنوان: “عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحيّ”(مز43/ 2): عقائد توجيهية في الصلاة المسيحية.”

My Soul Thirsts for God, the Living God (Ps 42:3): Doctrinal Guidelines on Christian Prayer.

إنّ “العقلية العلمانية” التي تميّز المجتمع المعاصر، أعاقت النموّ الروحي ومحاولات “الإلتقاء بالله”.

 “إنّ وتيرة حياتنا ، التي تتميز بالنشاط والقدرة التنافسية والإستهلاكية ، توّلد الفراغ والتوّتر والقلق”.  “في هذه الحال ، يلجأ الكثير من الناس إلى أساليب التأمّل والصلاة المأخوذة عن تقاليد دينية غير مسيحية، استجابةً للطلب المتزايد على الرفاهية العاطفية. ومع ذلك، فإن الروحانية التي تُفهَم على أنها استنباط الباطن واكتشاف الذات لا  تؤدّي إلى الله”

أضافت، ومع ذلك ، فإنّ هذه التقنيات التي تهدف إلى “ضبط المشاعر والمعاناة الشخصية” غالبًا ما تُستخدم “بدون تمييز مناسب حول توافقها مع رسالة الخلاص المسيحية“، وهي ليست “منفتحة على مشيئة الله” بشكلٍ عام.    إنّ أولئك الذين يستخدمون أساليب تأمّل الوعي الكامل “كمكمّلٍ للإيمان أو لتحقيق تجربة أكثر كثافة ” غالبًا ما “يتخلّون فعليًا عن الإيمان الكاثوليكي دون إدراكهم لذلك”.

“إنّ التحدّي الأساسي هو إظهار جمال وجه الله الذي يظهر في المسيح يسوع حتى ينجذبوا إليه. إذا أردنا أن يعرف كلّ شخص الرب يسوع المسيح ويحبّه، ومن خلاله أن يأتي إلى لقاء شخصي، مع الله، فلا يمكن النظر إلى الكنيسة على أنّها معلّم أخلاقي أو مدافع عن العقائد وحسب، بل على أنّها معلّمة الروحانية قبل كلّ شيء بحيث تؤدّي الى تجربة بشرية عميقة”(رقم5)

“مونولوج”، حوار مع الذات

 وأضاف مجلس الأساقفة قائلاً “إنّ اختزال الصلاة إلى التأمّل يحوّل هذا النوع من الممارسة إلى مونولوج (حوار مع الذات) يبدأ وينتهي في الموضوع نفسه”. “إنّ القضاء على الإختلاف بين الذات وما هو من الخارج ، بين المقدّس والدنس ، بين الخالق والمخلوق، يجعل من المستحيل تمييز  الوجه الشخصي للإله المسيحي. عندما يتمّ الخلط بين اللاهوت والعالم ولا يوجد غيره، أيّ نوع من الصلاة لا فائدة منه.”[5]

من جهةٍ أخرى تُشيد “سوزان برينكمان” مؤلّفةكتاب: “دليل كاثوليكي إلى تأمّل الوعي الكامل” ببيان الأساقفة الإسبان وتقول إنّه  توجيه للكاثوليك مرحّبٌ به، لأنّه، ويا للأسف، يعمد الكثيرون منهم، عن غير قصد، إلى مزج، نفس تقنيات التأمّل البوذي المستخدمة في تأمّل الوعي الكامل بصلاتهم.

 وتُشير “برينكمان” إلى أنّه في إحدى الحالات ، التي ذكرتها في كتابها ، تلقّت رسالة من زوجة مضطربة تخلّى زوجها عن صلاة العائلة الكاثوليكية المسائية واستبدلها بالتأمّل “بمسح الجسم” ، وهي تقنية التأمّل البوذي المستخدمة في ممارسة تأمّل الوعي الكامل، زاعمًا أنّه يحسّ نفسه “أكثر استرخاء” من صلاته المسبحة الوردية . هذا الأمر يكشف عن عدم فهم لطبيعة الصلاة المسيحية التي تدور حول الحوار مع الله ، وليس مع تحقيق الإسترخاء الذي تمّ تصميم التقنيات الشرقية له.

 في كتابه ، “عبور عتبة الأمل”(1994) ، يحذّر البابا القديس يوحنا بولس الثاني من هذا المزج الساذج بين البوذية والكاثوليكية، لأنّ هاتين الديانتين لديهما طريقة مختلفة بشكل أساسي في إدراك العالم.  لهذا السبب ، يحذّر المسيحيين الذين يريدون تبنّي أفكار معيّنة نشأت في التقاليد الدينية للشرق الأقصى، من أجل “معرفة التراث الروحي للمرء جيدًا” قبل التفكير فيما إذا كان يجب وضعه جانباً أم لا.[6]

يتبع

لمجد المسيح

[1] https://www.ewtn.com/catholicism/library/call-to-vigilance-pastoral-instruction-on-new-age-3625

[2] https://contranewage.blogspot.com/2012/11/frente-una-nueva-era.html

[3] http://english.cbck.or.kr/newsletter/19394

[4] https://www.womenofgrace.com/blog/?p=39923

[5] https://diocesisdecanarias.net/seddiosvivo/

https://www.thetablet.co.uk/news/12049/spanish-church-warns-against-mindfulness-

https://www.womenofgrace.com/blog/?p=69722

[6]

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

جيزل فرح طربيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير