Pixabay - Geralt - CC0

الميلاد يذكّرنا أنّ الله يحبّ جميع البشر حتى السيء منهم

رسالة عيد الميلاد: الأمل حتى في الأوقات الصعبة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يحتفل المسيحيون بعد أيام بميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، معلقين آمالهم بعامٍ أفضل على شجرة الميلاد، مؤمنين أن مجيئه هو مصدر الفرح والأمل والرجاء في هذا العالم حتى في الأوقات الصعبة، فولادة يسوع المسيح في مدينة بيت لحم هي أعظم هدية قدمها الله للبشرية بدافع الحب غير المشروط، إنها هدية علينا الاحتفال بها كل يوم لأن هبة المسيح تمثل خلاصنا وقيمنا الروحية.

ولكن ما هو المعنى الحقيقي والرسالة الحقيقية لهذا الحدث الذي غير التاريخ إلى الأبد؟ يصف إنجيل يوحنا سر التجسد الإلهي بأن “الكلمة صار جسداً وحل بيننا” بعبارة أخرى أن “الله صار إنساناً” ولم يعد بعيداً، ولكنه منخرط بعمق في شؤون البشرية واسمه “عمانوئيل” “الله معنا”، ما يعني أيضاً أن الله يعانق البشرية بأكملها في شخص يسوع، فكل إنسان على وجه هذا الكوكب هو صورة الله، وعندما نرى الله في كل إنسان فنحن بذلك نعيش الميلاد بمعناه الحقيقي.

لقد غيرت ولادة السيد المسيح وموته وقيامته العالم إلى الأبد، حيث كانت هدية الأمل إحدى البركات العديدة التي صاحبت ولادة يسوع، فبغض النظر عن مدى الظلام الذي قد تبدو عليه ظروفنا الشخصية في أي وقت من الأوقات، فنحن على يقين أن هناك نوراً في نهاية النفق، وأن النور هو يسوع المسيح، النور الذي يعطي الأمل إلى هذا العالم، لقد جاء المسيح لإزالة كل ظلمة في قلوبنا وفي عالمنا، فهو البشرى السارة إلى البشرية، ونحن، كتلاميذ للمسيح، مدعوون إلى أن ننير الطريق أمام الآخرين، إنها رسالة لا تتغير، إنها رسالة أمل في عالم مضطرب، هذه هي رسالة عيد الميلاد التي تمنحنا الأمل، هذه هي الرسالة الوحيدة التي يمكن أن تهدئ القلب المضطرب والخائف في هذا العالم، فالمسيح الرب والمخلص قد وُلِد من أجلنا ليخلصنا ويمنحنا الحياة “فها أنا أبشِّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه قد وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب” (لوقا 2:11). إنها رسالة لنا كمسيحيين، فهل من الغريب أن ننظر إلى عيد الميلاد على أنه الملاذ من قسوة الحياة اليومية؟.

بالنظر إلى مشهد الميلاد هذا العام بينما يواجه الجنس البشري تحديات غير مسبوقة، يقدم لنا الله الأمل من خلال فرح ولادة ابنه الوحيد، فالفرح والأمل والرجاء هي أصداء تخرج من المذود حيث يحمل يسوع الطفل رسالة مفادها أن الله يحب العالم كثيراً.

“الميلاد يذكرنا أن الله يحب جميع البشر حتى السيء منهم” وان “حبه غير مشروط” و”بلا مقابل” وذلك “حتى إن كانت لديك أفكار خاطئة أو ارتكبت أسوأ التفاهات”. (البابا فرنسيس، 2019)

رسالة عيد الميلاد هي رسالة سلام وأمل، وكل ما علينا فعله في هذا العيد أن نضع أعبائنا عند قدمي يسوع المسيح حيث الطمأنينة والأمل الذي نحتاجه، ضارعين أن يكون درعنا، واثقين أن الرب بجانبنا وسيمشي معنا في الظلام، وأنه سيمنحنا القوة والدافع والسلام والمحبة لله وللأسرة الإنسانية بأسرها.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير