يمكننا أن نتعرّف على الآب في ابنه الوحيد يسوع. وكما أنّ يسوع في حياته الأرضيّة تحنّن على البشر، وأطعمهم، وشفاهم من أمراضهم، ورقّ لشدائدهم، واحتياجاتهم، هكذا يفعل الآب الّذي أرسله.
نحن نعرف الله الآب في كلّ ما تكلّم به يسوع، وقام به من أعمال. وهو أرسل إلينا ابنه يسوع، لكي يعرّفنا على ذاته.
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
إنّه الأب الّذي يرى في أبنائه خير الخلائق….هو المرافق والمساعد على الوصول… هو النّور الهادي إلى لحظات الرّجاء… يداه قادرتان أن تبعدانا عن الهلاك، روحه قادر أن يبثّ فينا قوّة الصّمود، وحكمة المثابرة …
يعتبر الطّوباويّ يعقوب، أنّ الله يعتني بنا، خلقنا ولم يتركنا، وشأننا. بل يهتمّ بنا، ويسوسنا بحكمة، وجودة، وقدرة ضابطة الكلّ. الإنسان يتحرّك، لكنّ الله هو الذّي يقوده..
هو الرّبّان القادر أن يرسو بمراكبنا في آفاق الخير، والفرح…
لأنّه يحبّنا…. أرسل ابنه…في يسوع المتجّسد صورة الله ، وصفاته، وحنانه… ، إنّه الصّالح الّذي يحبّنا دون غاية، هو دائم الاطمئنان على راحتنا.. هو قائدنا إلى برّ الأمان، والخلاص.
كشف الرّبّ عن ذاته من خلال ابنه، رحمة يسوع تجاه من التقى بهم، هي رحمة الآب تجاه جميع البشر. ” أنا لا أقدر أن أعمل شيئًا من عندي، فكما أسمع من الآب أحكم، وحكمي عادل…. أنا جئت باسم أبي”( يو 5/ 19-23-43)
ساعدنا يا ربّ ، كي نحيا على خطى ابنك… ساعدنا كي نحيا لنحقّق مشيئتك… مدّنا بالحكمة، لنعي أهميّة تلقّي ما ترسله إلينا سخاء نعمتك، وفيض حبّك… دعنا نفتح أيدينا، لنتلقّى غمر حبّ تسكبه، لتحيينا…
دعنا نهرول مسرعين، وشاخصين البصر نحوك، وحدك …. اغسلنا يا ربّ بفيض غفرانك، طهّرنا من آثامنا… يداك وحدهما قادرتان، أن تلمسانا وترفعا رأسنا، لتسرّ روحنا بنور وجهك القدّوس….
على مثال الطّوباويّ يعقوب، دعنا نسلّم ذاتنا لعنايتك… أنت الأب الّذي يفتح ذراعيه دومًا ليستقبلنا….
أبانا السّماويّ … مدّنا بالقوّة، أوقاتنا تنزف، وحاضرنا قلق… دع روحك القدّوس يضرم شعلته في قلوبنا، فنشتعل منك… أنر عقولنا، لنقرأ وقع كلمتك الخاص فينا ، فننطق الرّحمة، والغفران، والحبّ… ساعدنا لنمدّ أيدينا فقط نحوك … لأنّك الأب الرّحوم… لأنّك كمال الحبّ الدّائم… الأبديّ…