“يجب أن نثقّف أنفسنا على السلام وعلى الانتباه إلى بعضنا البعض وعلى التعاون” هذا ما أكّده المونسنيور غابرييل كاتشيا، المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، الذي استقبله البابا فرنسيس في 11 كانون الثاني 2021.
وأشار المونسنيور كاتشيا إلى أنّ الدعوة التي وجّهها البابا فرنسيس في منشوره البابوي جميعنا إخوة تكمن في “تغيير نظرتنا” مفسّرًا بأنه “يكفي أن نوسّع الآفاق فتلتقي الدروب بشكل ملموس وإلاّ فسنبقى أسرى منطق محكوم عليه بالفشل”. “أظنّ أنه يجب ألاّ نأخذ أيّ شيء وكأنه أمر محتوم”.
وبالحديث عن جائحة كورونا، شدّد المونسنيور كاتشيا على أنّه يجب البحث عن الحلول معًا لأنّ العالم أصبح حقيقة واحدة كبيرة. ذكر مثال إنشاء الأمم المتحدة بُعيد الحرب العالميّة الثانية، عندما أدرك العالم “أنّ البحث عن المصالح القوميّة، أو مصالح دول معيّنة فحسب، لن يطول كثيرًا”. “أظنّ أنّه يمكننا أن نفهم من هذه الأزمة أيضًا، أنه توجد دروب طويلة المدى يجب اتباعها معًا لحلّ مشكلة الجميع”.
وفي المقابلة التي أجراها معه موقع أخبار الفاتيكان باللغة الإيطاليّة، تطرّق المونسنيور إلى مسألة “الحرب العالميّة التي تحصل بأجزاء، مذكّرَا أنه مع بداية الوباء، كان قد وجّه الأمين العام لمنظّمة الأمم المتحدة إلى المجتمع المدني دعوة إلى “وقف إطلاق النار على المستوى العالميّ”. وأشار إلى أنّ الأب الأقدس قد انضمّ إليه ليعيد طرح هذا الاقتراح، لأننا نفهم في وقت الأزمة بأنه من غير المجدي أن نبذل طاقاتنا على ما يسبّب الألم ويؤذي الصحة ويدمّر”. وتابع بأنّ الكثيرين رحّبوا بهذه الدعوة، فالأمر يتعلّق بالمرافقة والتفاوض والحوار حتى نستطيع تعزيز هذه المبادرة وحلّ النزاعات”.
وراء كلّ اسم، توجد حياة
تحدّث رئيس الأساقفة إلى مشكلة استقبال المهجّرين مشيرًا إلى أنّ “إيطاليا تأثّرت فيها كثيرًا، والعديد من البلدان في العالم هي معنيّة بهذه المعضلة… إنها إذًا مشكلة عالميّة بحقّ”. ثمّ شدّد على أنّ الأهمّ يكمن في أن نتحلّى بإرادة مواجهة هذه المشكلة بمنظار انفتاح، آخذين بعين الاعتبار الأسماء وليس فقط الأرقام. فوراء كلّ اسم، توجد قصّة ووراء كلّ اسم توجد حياة، أخ وأخت، وليس رقمًا فقط”.