“جميعنا إرهابيّون عندما نُطلق “قنابل” النميمة والافتراء والحسد”: هذا ما كتبه البابا فرنسيس في مقدّمته لكتاب الأخ الكبوشي الإيطاليّ إيميليانو أنتينوتشي “عدم التكلّم بالسوء عن الآخرين” Ne pas dire du mal des autres. Les recommandations du Pape François، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسيّ في زينيت.
وفي مقدّمته، صلّى البابا “كي تُعلّمنا عذراء الصمت الاستخدام الصحيح للغتنا، وكي تمنحنا قوّة مباركة الآخرين مع السلام في قلبنا وفرحة العيش”.
ودائماً في مقدّمة الكتاب، أشار الحبر الأعظم إلى أنّ “الصمت هو لغة الله وهو أيضاً لغة الحبّ، كما كتب ذلك القدّيس أغسطينوس: إن صمتَّ، فاصمت بداعي الحبّ. وإن تكلّمتَ، تكلّم بحبّ”.”
وكتب الأب الأقدس أنّ “عدم التكلّم بالسوء عن الآخرين ليس فقط عملاً أخلاقيّاً، بل هو تصرّف إنسانيّ لأنّنا عندما نتكلّم بالسوء عن الآخرين، نكون نلوّث صورة الله التي هي في كلّ إنسان”.
ثمّ شدّد البابا على أهمية “الاستعمال الصحيح للكلمات” كاتِباً: “يمكن أن تكون الكلمات قُبلات، مداعبات، أدوية أو سكاكين وسيوفاً أو قذائف. بواسطة الكلمة، يمكننا التكلّم بالخير أو بالسوء، وقد تكون الكلمات جدراناً عالية أو نوافذ مفتوحة”.
كما وشرح البابا ما يُسبّب التشهير والنميمة برأيه: “لا داعي للذهاب إلى طبيب نفسانيّ لنعرف أنّه، عندما يحطّ أحدهم من قدر الآخر، يكون هو بذاته عاجزاً عن النموّ، ويكون أيضاً بحاجة إلى رؤية الآخر صغيراً ليشعر أنّه مميّز”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا فرنسيس عيّن الأخ إيميليانو “مرسَل الرحمة” لمناسبة السنة المقدّسة الخاصّة. وقد أمضى الأخير وقتاً طويلاً في النسك وفي أديرة في كلّ نواحي إيطاليا. كما وألّف كتباً عديدة مثل “طريق الصمت” Le chemin du silence، “فنّ الصمت” L’art du silence، و”عذراء الصمت” La Vierge du silence. أمّا في سنة 2016، فقد بارك الأب الأقدس أيقونة “عذراء الصمت” الأصليّة ووقّع عليها، تلك الأيقونة التي تمّ تكريمها خلال صفّ “صمتاً، الصمت يتكلّم”.
من ناحيته، وفي تعليقه، ذكّر الأخ أنتينوتشي أنّه “قبل الحكم على الآخرين، يجب أن نضع أنفسنا مكانهم في العقليّة والعِلم، ويجب وضع أنفسنا في عائلة الآخرين”. وأضاف الراهب: “نحن لا نرى “جذور” الآخر، ونسمح لأنفسنا بأن “نبصق” جُملاً وأن نتفوّه بأحكام صارِمة ومتهوّرة”.