لدى “إعلان أوسبورغ” الذي سنحتفل بذكراه الخمسماية سنة 2030 “قدرة وإمكانيّة مسكونيّة” يجب استغلالها لأجل مستقبل العلاقات بين المسيحيّين. هذا ما اعتبره الكاردينال كيرت كوش في مقابلة أجراها معه موقع “فاتيكان نيوز” في 8 كانون الثاني 2021، كما كتبت الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ في زينيت.
مع اعتماده كاعتراف إيمان الكنيسة اللوثريّة، كان هذا الإعلان الذي يعود إلى سنة 1530 “المحاولة الأخيرة” لمنع انقسام الكنيسة، بالطريقة التي عبّرت فيها عن لاهوت مارتن لوثر باعتدال.
وقبل أيّام من نشر كتاب بالإيطاليّة عن “الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير”، ذكّر رئيس المجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحيّين بأنّ “مسألة الخلاص” أثارت “جدليّات قاسية في القرن السادس عشر، وهي جدليّات أدّت إلى انقسام في الكنيسة”.
بعد أن وُقِّع في أوسبورغ في 31 تشرين الأوّل 1999 بقيادة عميد مجمع عقيدة الإيمان الكاردينال جوزف راتزينغر، كان “الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير” مرحلة أساسيّة في الحوار بين الكاثوليك واللوثريّين. وقد قال بندكتس السادس عشر خلال صلاة المساء المسكونيّة التي تمّ الاحتفال بها في راتيسبون (ألمانيا) في 12 أيلول 2006 إنّ “التبرير موضوع أساسيّ في اللاهوت”.
بعدها، حصل الإعلان على موافقة المجلس العالميّ للكنائس الميثودية، والشراكة الأنجليكانيّة والشراكة العالميّة للكنائس التي خضعت للإصلاح. وسنة 2019، التقت جميع هذه المؤسّسات في “جامعة السيّدة” في أميركا الشماليّة حيث أكّدت على التزامها المسكونيّ.
أمّا الكتاب الجديد فيجمع نصوصاً عن هذا اللقاء، وقد أعلنت عنه الدائرة والاتّحاد اللوثري العالميّ بتاريخ 3 كانون الثاني، لمناسبة الذكرى الخمسماية على حرم مارتن لوثر (3 كانون الثاني 1521). و”بهدف شفاء “الجُرح المؤلم” الذي خلّفه هذا الحدث، يجب حاليّاً توضيح المسائل التاريخيّة واللاهوتيّة والكنسيّة التي أشار إليها”، كما قال الكاردينال كوش. وهذه مهمّة عُهِد بها منذ بضع سنوات إلى مجموعة مسكونيّة تتألّف من خبراء.
وفي الكتاب الذي نشر مع بداية السنة، كرّر الكاردينال كوش والقسّ مارتن جونجي (أمين عام الاتّحاد اللوثريّ العالميّ) رغبتهما في متابعة الحوار، وعبّرا عن أمنية نشر “رسالة مشتركة” جديدة قريباً.