لا تعطي الأناجيل توصيفًا عن هيئة يسوع، بل تنقل كلماته وأفعاله ونظراته ومواقفه وتصرّفاته ونوعيّة حضوره مع الآخرين. من لقاءاته الموصوفة في الأناجيل، نستنتج بعض النقاط:
احترام الآخرين، فهو مثلاً لم يطلق أيّ إدانة بحقّ المرأة السامريّة في حديثه إليها (را يو 4: 1 – 42
إعادة الثقة بالآخر كما فعل مع زكّا رئيس العشّارين (را لو 19: 1 – 10)؛
إنه قلب رحوم لا يسعى إلى قمع الآخر أو أسره في خطاياه (را يو 8: 1 – 11)؛
الصبر والمثابرة مع الضعفاء على مثال الآب الذي يدعو من دون كدّ الفعلة الواقفين في الساحة (را مت 20: 1 – 16
لم يكتفِ يسوع بالتواصل مع أبناء شعبه. بشّر الخراف الضالّة من بني إسرائيل بملكوت الله (را مت 15: 24) وأوصى رسله ألاّ يقصدوا أرضًا وثنيّة (را مت 10: 5 – 6)، ولكنّه تواصل أيضًا مع الغرباء مثل قائد المئة في كفرناحوم (را مت 8: 5 – 13)، والمرأة الكنعانيّة (را مت 8: 5 – 13)، والمرأة السامريّة (را يو 4). ولذلك وصّف اللاهوتيّ هنري بورجوا (+2001) نمط حياة يسوع بأنه “شموليّة اللّاإقصاء”. يسوع يدمّر كلّ حاجز عرقيّ وثقافيّ ودينيّ ويتميّز “بانفتاح رحب لا يعرف شرطًا أو حدودًا”. فيظهر الحوار، استنادًا إلى حياة يسوع أنه أوّلاً “نمط تصرّف وموقف وروح تلهم سلوك الشخص”. الحوار هو كيفيّة استقبال.
من كتاب “حوار الأديان والحوار الإسلاميّ المسيحيّ” للخوري غي سركيس