من المتوقّع أن يلتقي البابا فرنسيس المرجع الشيعيّ آية الله العظمى علي السيستاني خلال زيارته العراق (5 – 8 آذار 2021)، بحسب ما أعلنه البارحة (في 28 كانون الثاني) بطريرك الكلدان لويس رافائيل ساكو، وكما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت. لكنّ البابا سيلتقي أيضاً مختلف شرائح المجتمع من مختلف الديانات. “البابا سيأتي لتشجيع فعلة السلام والشباب”.
حوار مع قسم من الشيعيّة العراقيّة
في الواقع، أجرى الكاردينال ساكو مداخلة صباح البارحة خلال مؤتمر عَرَض الرحلة، وهو مؤتمر نظّمته L’Oeuvre d’Orient في باريس عبر مديرها المونسنيور باسكال غولنيش، في مقرّ مؤتمر أساقفة فرنسا.
وأشار ساكو إلى أنّ اللقاء مع آية الله سيحمل طابع “الخصوصيّة”، ويجب أن يحصل في النجف جنوب بغداد. سيتعلّق الأمر بنوع من “علامة لإدانة كلّ مَن يعتدون على الحياة”.
نذكّر أنّ العراقيّين الشيعة الذين تضطهدهم داعش يُساعدون حاليّاً في إعادة بناء المعالم الدينيّة المسيحيّة. وهذا الحوار مع البابا فرنسيس قد “يقوّي التزامهم لأجل نهاية العنف”.
إعلانات حول الأخوّة الإنسانيّة
هذا اللقاء سيسمح بالتكلّم عن توقيع محتمَل لإعلان أبو ظبي “جميعنا إخوة وليس أعداء”، لكن “يجب إدانة كلّ اعتداء ضدّ الحرية”، كما أشار إليه البطريرك.
أمّا بالنسبة إلى الأخ أمير جاجي الدومينيكي العراقي (والذي كان موجوداً في باريس لأجل المؤتمر الصحفي)، “فالحوار الحالي يهدف إلى تقديم الإعلان حول الأخوّة الإنسانيّة الذي وُقّع في 4 شباط 2019 في أبو ظبي للسلطة الشيعيّة”. لكن حاليّاً، لن يحصل أيّ توقيع، حتّى ولو كان التفكير فيه قائماً.
ويُصرّ الكاردينال ساكو على أنّ “زيارة البابا مهمّة بسبب الرسائل للعراقيّين والمسيحيّين، وبسبب أهمية الحوار بين الأديان ودور الديانات في السلام… مع الحكومة، سيتكلّم الحبر الأعظم عن العدل والسلام، وفي الموصل سيتكلّم عن الحوار والاحترام والتسامح والحبّ، وليس عن الحقد، بل عن أهمية احترام الحياة والبيئة، وعن أنّه لا يحقّ لنا قتل الناس لأنّهم مختلفون… جميعنا إخوة وأخوات في عائلة واحدة، والشخص المختلف ليس عدوّاً بل هو أخ يجب أن نحبّه”.
أمّا بالنسبة إلى الكنيسة في العراق، فقد ذكّر البطريرك أنّ البابا أراد زيارة البلد سنة 2014، وأنّه سيصل إلى مكان يُعتَبَر “مهداً في الحضارة، وأرضاً مقدّسة: إنّها أرض ابراهيم وحزقيال وناحوم، بدون أن ننسى أنّ جزءاً من الإنجيل كُتِب في العراق…” وأضاف: “الكنيسة اضطُهِدَت في العراق لكنّها مميّزة في “إخلاصها للمسيح”، وفي ليتورجيّتها وروحانيّتها… البابا سيأتي إلى العراق لأنّ كنيسة الشرق هي الأقدم… إنّها هبة للمسيحيّين الذين عاشوا التهميش والمنفى… بقينا أوفياء لأرض الأوفياء ولإيماننا، ولدينا دور نلعبه في المجتمع العراقيّ مع قيم تختلف عن بعض القيم الأخرى”. وهنا ذكّر ساكو أنّ الكنيسة ملتزمة في التعليم (بدون تمييز للدين) وفي الحقل الصحّي وأعمال الخير، لاسيّما في المستشفيات.
أمن الرحلة
خلال المؤتمر الصحفي، تمّ طرح سؤال حول السلامة والأمن، بوجه الاعتداءات، وحول الأمن الصحي، فأجاب الكاردينال ساكو: “الاعتداءات سياسيّة، ولا أظنّ انّ هناك خطراً على حياة البابا. الحكومة ستفعل كلّ شيء، والتحضيرات بغاية الجدّية. أمّا بالنسبة إلى مواجهة الوباء، فقد تمّ التحضير لتدابير خاصّة بالاحتفالات”. وتمّ التطرّق أيضاً إلى الأهمية المسكونية التي تحملها الرحلة، وإلى التقارب بين المسيحيّين من مختلف الطوائف.
من ناحية أخرى، لم يُعلن الكرسي الرسولي حتّى الساعة رسميّاً برنامج الرحلة الرسوليّة، إلّا أنّ المراحل التي أعلن عنها البطريرك ساكو لم يتمّ نفيها.
وبحسب الكاردينال ساكو، سيتمّ استقبال البابا يوم الجمعة 5 آذار لدى وصول طائرته، على أن يتوجّه بعد ذلك في زيارة إلى القصر الرسوليّ، ثمّ سيلتقي في السهرة رجال الدين الكاثوليك في كاتدرائية بغداد، حيث حصل الانفجار سنة 2010.
يوم السبت 6 آذار، سيتوجّه البابا إلى النجف للقاء علي السيستاني، ثمّ سيشارك في أور (أرض البطريرك ابراهيم) في صلاة بين الأديان مع مسلمين شيعة وسنّة، لكن أيضاً مع ممثّلين عن اليزيديّين والصابئين، على أن يتوجّه بعدها إلى الكاتدرائية الكلدانية للمشاركة في رتبة شرقيّة للمرّة الأولى!
يوم الأحد 7 آذار، سيتوجّه البابا باكراً إلى إربيل في الكردستان العراقي حيث سيلتقي السلطات المدنيّة، ثمّ إلى الموصل وقراقوش “لتشجيع مَن عادوا ولتحفيز العودة إلى الثقة”. بعدها، سيتناول البابا الغداء في إكليريكية إربيل، على أن يحتفل مساء بالقدّاس باللاتينيّة قبل العودة إلى بغداد والسفر إلى روما صباح الاثنين 8 آذار.