Audience générale du 4 novembre 2020 © Vatican Media

الغضب، الحذر والشكّ… تأمّلات البابا في مقابلة جديدة

دائماً أكثر في عمق سرّ الله

Share this Entry

“إنّ أزمات الإيمان ليست خطايا ضدّ الإيمان… بل هي تُظهر الحاجة إلى الدخول دائماً أكثر في عمق سرّ الله”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس في مقابلة مع الأب ماركو بوتزا، نشرت جريدة Il Corriere della Sera مقتطفات منها في 27 شباط 2021.

والمقابلة كناية عن حوار مع مرشد سجن بادوفا طوال 7 حلقات متلفزة، ستُعرَض على القناة التاسعة Discovery Italia نقلاً عن كتاب عنوانه “عن العيوب والفضائل” (منشورات ريتزولي) صدر اليوم في 2 آذار.

أمّا العنوان فهو مستوحى مِن لوحة “جيوتو” في كنيسة بادوفا، وهي تُمثّل العيوب والفضائل (العدل/الظُلم، القوّة/التقلّب، الاعتدال/الغضب، الحذر/الحماقة، الإيمان/عدم الإخلاص، الرجاء/اليأس، المحبّة/الحسد)، كما كتبت الزميلة آن كوريان.

ومِن أبرز ما قاله البابا خلال المقابلة: “هناك أشخاص صالِحون كثر أصحاب فضائل، وآخرون طالِحون. لكنّ الأكثريّة هم مزيج مِن الفضائل والعيوب. بعضهم صالح في فضيلة ما، لكنّه يعاني مِن ضُعفٍ، لأنّنا جميعنا ضعفاء. وعلينا أن نأخذ على محمل الجدّ هذا الضعف الوجوديّ. مِن المهمّ أن نعرفه، كدليل على طريقنا وفي حياتنا”.

وتكلّم البابا بشكل خاصّ عن الغضب قائلاً إنّه “عاصفة يقضي هدفها بالتدمير”، ضارِباً مثل التحرّش في المدرسة: “للصغار أيضاً القدرة على القضاء على الآخرين… يولد التحرّش عندما يشعر الولد أنّه صغير فيُهاجم هويّة الآخر… والطريقة الوحيدة “للشفاء” من التحرّش هي بالشراكة والعيش معاً والتحاور والإصغاء إلى الآخر وأخذ الوقت، لأنّ الوقت هو ما يصنع العلاقة. لكلٍّ منّا شيء جيّد يُعطيه للآخر، وكلّ منّا بحاجة إلى أن يتلقّى من الآخر شيئاً جيّداً… لكن في غضب الله، هناك إضفاء للعدالة وتنظيف لكلّ شيء: الطوفان هو صورة عن غضب الله الذي رأى، بحسب الإنجيل، الكثير من الأشياء السيّئة فقرّر محو البشريّة… أطلق الله العنان لغضبه، لكنّه رأى إنساناً صالِحاً، فأخذه وأنقذه. إنّ قصّة نوح تُظهر أنّ غضب الله مُنقِذٌ أيضاً”.

مُتطرِّقاً إلى الاكتشاف الأثريّ لآثار طوفان كبير “ربّما بسبب الاحترار وذوبان الجليد”، حذّر البابا قائلاً: “هذا ما سيحصل إن تابعنا سلوك الطريق نفسه”.

كما وتوقّف الحبر الأعظم عند الحذر الذي “ليس فضيلة مَن لا يتّسخ أبداً، ومَن يغتسل بالمُطهِّر، بل هو فضيلة الحُكم. مَن يحكُم بلا حذر، يحكم بشكل سيّىء ويفعل أشياء سيّئة ويتّخذ قرارات سيّئة تقضي على الشعب دائماً”. وبالنسبة إلى البابا، “يتماشى الحذر مع الانسجام، ومع التعاطف مع الأوضاع والأشخاص والمشاكل. الحذر ليس دائماً التوازن. أحياناً، على الحذر أن يكون غير متوازن لأجل اتّخاذ قرارات قد تُنتج تغييراً”.

ودائماً خلال المقابلة، تأمّل الحبر الأعظم أيضاً بالشكّ قائلاً: “الشيطان يجعلك تشكّ، ثمّ الحياة والمآسي: لمَ يسمح الله بذلك؟؟ لكنّ الإيمان بلا شكّ غير موجود… المشكلة تكمن بألّا نكون ننعم بالصبر”. وسأل البابا: “في بستان الزيتون، هل كان يسوع الإنسان مسروراً؟ إنّ الاعتقاد أنّ الله تخلّى عنّا هو اختبار إيمان شعر به الكثير مِن القدّيسين ويشعر به أشخاص كثر اليوم… لكنّهم لا يفقدون الإيمان. بل يحمون هذه الهبة قائلين: في هذه اللحظة، لا أشعر بشيء، لكنّني أحمي هبة الإيمان”.

ثمّ اعتقد البابا أنّ “المسيحيّ الذي لم يختبر هذه الحالات الروحيّة ينقصه شيء ما… الإيمان بلا هذه الامتحانات، أشكّ في أن يكون إيماناً حقيقيّاً”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير