“أعتقد أنّها رحلة بغاية الأهمية”: عندما سألته الجريدة الإيطاليّة Corriere della Sera عن رأيه، اعترف بندكتس السادس عشر بأنّ الرحلة الرسوليّة المرتقبة إلى العراق مهمّة وكان هذا جوابه. إلّا أنّه أضاف: “لكنّها خطرة أيضاً”.
في التفاصيل، أجرت الجريدة المذكورة مقابلة مع البابا بندكتس السادس عشر (94 عاماً في نيسان المقبل) لمناسبة ذكرى نهاية حبريّته (في 28 شباط 2013) بعد استقالة تقدّم بها أوّل بابا في الزمن المعاصر.
وقد تكلّم بندكتس بصوت منخفض، فيما ساعده سكرتيره الخاص المونسنيور جورج غانسواين، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان.
ومِن أبرز ما قاله بندكتس عن رحلة البابا فرنسيس: “للأسف، تحصل الزيارة في وقت صعب جدّاً يجعلها رحلة خطرة: لأسباب أمنيّة ولدواعي كوفيد”.
وأعلن بندكتس أنّه يُصلّي على نيّة هذه الرحلة مُعقِّباً: “ثمّ هناك عدم الاستقرار في الوضع العراقي. سأرافق فرنسيس في صلاتي”.
أمّا عن رئيس الوزراء الإيطالي الجديد ماريو دراغي، فقال البابا المتقاعِد: “نأمل أن يتمكّن مِن حلّ الأزمة. إنّه رجل محتَرَم جدّاً في ألمانيا”.
وعندما سُئل عن رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة الجديد جو بايدن، (وهو الرئيس الكاثوليكي الثاني بعد جون ف. كينيدي)، لم يخفِ البابا راتزنغر تحفّظاته على المستوى الديني: “صحيح أنّه كاثوليكي ومُلتَزِم. وشخصيّاً، هو ضدّ الإجهاض. لكن بصفته رئيساً، يميل إلى خطّ الحزب الديمقراطي… وبشأن سياسة المساواة، لم نفهم بعد جيّداً ما هو موقفه”.
من ناحية أخرى، وبشأن استقالته الخاصّة، كرّر بندكتس أنّ ذلك “كان قراراً صعباً. لكنّني اتّخذته بكامل وعيي وأعتقد أنّني أحسنتُ الفعل. البعض مِن أصدقائي المتعصّبين قليلاً ما زالوا غاضبين، ولم يرغبوا في تقبّل خياري”.
ثمّ دحض بندكتس نظريّات المؤامرة قائلاً: “أفكّر في نظريّات المؤامرة التي تلت استقالتي. فالبعض قالوا إنّ السبب هو فضيحة “فاتيليكس” وآخرون مؤامرة لوبي المثليّة الجنسيّة، فيما اعتقد ثالث أنّ اللاهوتي المُحافظ ريتشارد ويليامسن كان السبب. لا يودّون أن يُصدّقوا أنّ الخيار نتج عن وعيٍ. لكنّ ضميري مرتاح”. ثمّ أصرّ بندكتس قائلاً: “ليس هناك باباوان. هناك بابا واحد”.