بعد ظهر البارحة الخميس 4 آذار 2021، توجّه البابا فرنسيس إلى بازيليك القدّيسة مريم الكبرى ليعهد، كما جرت العادة، برحلته الرسوليّة للعذراء.
وفي تغريدة بالإنكليزيّة، حدّد مكتب دار الصحافة التابع للكرسي الرسولي أنّ البابا فرنسيس “صلّى أمام أيقونة العذراء “خلاص الشعب الروماني”، ليعهد لحمايتها حجّه طوال 3 أيّام إلى العراق”.
وكان واضحاً في الصور المنشورة أنّ الأب الأقدس وضع أزهاراً على المذبح، مع العِلم أنّه لا يمكن لأحد دخول الكنيسة خلال وجود البابا فيها. وهذا أمر اعتدنا عليه، يقوم به البابا قبل كلّ رحلة دوليّة، ليعود بعد الرحلة أيضاً لشُكر العذراء، مباشرة بعد نزوله في مطار روما وقبل العودة إلى الفاتيكان.
إلّا أنّ زيارة العذراء البارحة حملت طابعاً مميّزاً فيما البابا سيقوم برحلة وصفها بندكتس السادس عشر بالـ”خطرة نسبة إلى عدم الاستقرار في البلد وإلى الوباء أيضاً”، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ.
ومع هذا، لم يشأ البابا فرنسيس العدول عن السفر: لقد بحث مطوّلاً في حسنات الرحلة وسيّئاتها مع الكنيسة في العراق والسُلطات العراقيّة ومع مُعاونيه، خاصّة وأنّه أكّد الأربعاء أنّه “لا يجب تخييب أمل العراقيّين مرّة ثانية، بعد أن أضحت رحلة يوحنا بولس الثاني مستحيلة سنة 2000”.
من ناحيته، غرّد البابا بعد ظهر البارحة أيضاً مُشيراً إلى أنّه كان يرغب منذ فترة طويلة إجراء هذه الرحلة: “غداً سأتوجّه إلى العراق في رحلة حج لمدّة ثلاثة أيام. لقد كنت أرغب منذ فترة طويلة في لقاء هذا الشعب الذي عانى كثيراً. أسألكم أن ترافقوا هذه الزيارة الرسولية بالصلاة لكي تتمّ بأفضل طريقة ممكنة وتحمل الثمار المرجوّة”، مع تشديده على الرجاء الذي يودّ المساهمة في إحيائه في رسالة وجّهها للعراقيّين عشيّة انطلاقه.
أمّا بالنسبة إلى الدومينيكاني الفرنسي أوليفييه بوكيون المسؤول عن رعويّة الأجانب في رعيّة اللاتين شمال العراق، وممثّل الرهبنة لأجل إعادة بناء دير الدومينيكان في الموصل، فهذه الرحلة “ستكون نوراً في الليل الطويل الذي نعبره”.
كان بوكيون قد التقى الأب الأقدس قبل ذهابه إلى العراق: “ليس سرّاً لأحد أنّ البابا أراد الحضور منذ زمن. وقبل سفري إلى العراق، قال لي: “آمل أن أتمكّن من زيارتك”، وها إنّ أمنيته تتحقّق”.
من ناحيته، قال أسقف بغداد للاتين المونسنيور جان سليمان لوكالة زينيت إنّ رسالة البابا للعراقيّين “تحمل ودّية مُؤثِّرة. سيأتي البابا كراعٍ ومُرسَل، حامِلاً رسالة أخوّة وسلام. أتمنّى أن يتمكّن الجميع من الترحيب بهذه الرسالة”.