كانت تقتضي قداسة يسوع بتحقيق مشيئة الآب. “الذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كلّ حين أفعل ما يرضيه” (يو 8: 29). لنحاول أن نطلب قدر المستطاع، أما كلّ قرار يحبّ اتخاذه وأمام كلّ إجابة يجب أن نعطيها: “في هذه الحالة، ماذا يحبّ يسوع أن أفعل؟ ولنقم بذلك من دون تأخّر. أن نعلم مشيئة يسوع هو أسهل من أن نعلم في المطلق “ما هي مشيئة الله”. لكي نعرف مشيئة يسوع، ليس علينا سوى أن نتذكّر ما يقوله في الإنجيل. الروح القدس هو هنا، حاضر ليذكّرنا”: هذا كان تلخيص العظة الثانية في زمن الصوم التي ألقاها الكاردينال رانييرو كانتالاميسا الكبوشي، واعظ الدار الرسولية، يوم الجمعة 5 آذار 2021، في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، بينما كان البابا على متن الطائرة المتوجّهة إلى العراق.
وقال في عظته: “نجد هنا في أعمال الرسل 2: 42، (“وكانوا يواظبون على تعليم الرّسل، والشّركة، وكسر الخبز، والصّلوات”) أربع مميّزات أساسية للحياة المكرّسة: أولاً، الإصغاء إلى تعاليم الرسل؛ ثانيًا، الحفاظ على الشركة المتبادَلة؛ ثالثًا كسر الخبز، ورابعًا الصلاة. إنها تذكّرنا أنّ وجود الكنيسة له معنى إن بقيت متحدة بشكل وثيق بالمسيح، أي بالجماعة وكلمته والافخارستيا والصلاة. إنها الطريقة التي نتّحد فيها بالمسيح. الوعظ والتعليم يشهدان بكلمات ولفتات المعلّم؛ البحث الدؤوب عن الاتحاد الأخوي يقينا من الأنانية؛ كسر الخبز يحقّق سرّ حضور يسوع بيننا: لن يكون يومًا غائبًا عنا، فهو موجود بحقّ في الإفخارستيا. هو يعيش ويسير معنا. وفي الختام، بالصلاة، وهي المساحة التي نقوم فيها بالحوار مع الآب، من خلال المسيح في الروح القدس. كلّ ما يغرّد خارج سرب الكنيسة لا أساس له”. وذكّر بكلمات البابا: “ابقوا متجذّرين بالمسيح”.