يوم السبت 6 آذار 2021، جرى لقاء بين الأديان في مدينة أور العراقيّة، على خطى إبراهيم، وهو لقاء لطالما رغب به البابا يوحنا بولس الثاني ليوبيل عام 2000، بحضور البابا فرنسيس وممثّلين عن طوائف دينيّة.
Ur, 6 mars 2021, capture @ Vatican Media
في التفاصيل التي كتبتها الزميلة أنيتا بوردان، وبعد ترنيمة وقراءات و4 شهادات، تلا البابا فرنسيس كلمة يمكن وصفها بالتاريخيّة مِن على منصّة مُحاطاً بشخصيّات وسط الصحراء. بعد ذلك، تلا الأب أمير ججي العراقي الدومينيكي “صلاة أولاد إبراهيم” بالعربيّة، قبل نشيد نهاية اللقاء. وذلك كلّه حصل بعد لقاء البابا “التاريخي” مع آية الله السيستاني في النجف، والذي اعتُبِر مرحلة مصيريّة عالية المستوى في الحوار بين الأديان، ليس فقط على الأرض، بل في مجال الإسلام الشيعي ضمن اللقاء مع الكنيسة الكاثوليكيّة. وفي هذا الإطار، يتوسّع الحوار بين الأديان ليتضمّن بُعداً جديداً يقع في كلمة البابا الطويلة، التي أخذت بعين الاعتبار واقعيّة تاريخ العراق المعاصر.
Ur, 6 mars 2021, capture @ Vatican Media
فيما يتعلّق بالحضور، أشار الفاتيكان إلى أنّه تمّت دعوة ممثّلين عن اليهوديّة إلى أور، إلّا أنّهم لم يستطيعوا الحضور، بدون تحديد آخر؛ مع العِلم أنّ الجماعة اليهوديّة موجودة لكن بنسبة ضئيلة جدّاً في العراق: بعض الأشخاص في بغداد، بدون قادة دينيّين.
مع يوحنا بولس الثاني ثمّ بندكتس السادس عشر، قد نكون اعتدنا على رؤية مختلف الطوائف المسيحيّة جنباً إلى جنب، مع بوذيين وشنتويّين وحاخامات وأإمّة. لكن ذلك كان يحصل في روما أو أسيزي أو في بلد حيث يجري الحوار بخطوات متسارِعة. لكن ها هو الواقع التاريخيّ يستذكر مَن كان يحلم برؤية حاخامات في أور…
أن ينعم المرء بالأصدقاء اليهود (كما هي الحال مع البابا الذي زار القدس وحائط المبكى سنة 2014 مع أصدقائه الأرجنتينيين الحاخام أبراهام سكوركا والإمام عمر عبود) أمرٌ، وإحضارهم إلى العراق في ظلّ الوضع في المنطقة، أمر آخر غير ممكن حاليّاً: يبدو أنّها مسألة واقعيّة سياسيّة. ويمكن أن نلاحظ أنّه لم يكن هناك ممثّلون عن طوائف مسيحيّة أخرى. في كلّ الأحوال، ذكر البابا فرنسيس الجماعة اليهوديّة في كلمته في أور. والحلم الذي لم يتحقّق بعد يمكن أن يمنع الابتهاج بـ”معجزة” اللقاء في أور أو بعدم اكتمالها. أور ليست إنجازاً، بل هي نقطة انطلاق. والأخذ بعين الاعتبار هويّة المشاركين أمر مهمّ، مع واقع تاريخ البلد الشهيد، لاسيّما سهل نينوى. بدون أن ننسى أن نذكر أنّ ضمان أمن البابا وجميع المشاركين يجب أن يندرج في غينيس!
Ur, 6 mars 2021, capture @ Vatican Media
ومع تضمين الشيعة وطوائف أخرى في الحوار بين الأديان الذي بدأ يوحنا بولس الثاني وبندكتس بتسريعه، نجح فرنسيس (الذي يطلب التضمين على كلّ المستويات) بمنح هذا الحوار منعطفاً مصيريّاً، كما نجح في الانخراط في حوار حول الأخوّة مع سُلطات سنّية كانت في السابق قد قطعت العلاقات الدبلوماسيّة مع الكرسي الرسولي. ومدرسة الحوار، بحسب برغوليو، تترافق مع قدرة كبيرة للإصغاء والسَير معاً نحو الرّجاء.
Ur, 6 mars 2021, capture @ Vatican Media