في افتتاحيّة “فاتيكان نيوز” المُعنوَنة “البابا فرنسيس والإسلام، 3 أحجار زاوية في سُلطة”، يُسلّط المدير الإقليمي لدائرة التواصل، أندريا تورنييلي، الضوء على النقاط المشتركة التي تربط الخطابات الآليّة التي تلاها البابا فرنسيس في باكو، القاهرة وأور. ويُشير البابا، بحسب تورنييلي، إلى “ضرورة التديّن الأصيل الذي لا يفصل أبداً عبادة الله عن محبّة الإخوة والأخوات وعن الالتزام الحسّي لصالح العدل والسلام”.
والبابا، كما شرح تورنييلي وكتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي، “يُشير إلى طريقة للأديان كي تُساهم في خير المجتمعات، مُذكِّراً بضرورة الالتزام لأجل قضيّة السلام والإجابة على المشاكل والحاجات للأخيرين والفقراء والذين هم بلا دفاع”.
إنّ خطابات البابا الثلاثة – والتي تلاها في أذربيجان سنة 2016، مصر 2017 والعراق في 6 آذار 2021 – تُشير إلى “دور التديّن اليوم، في عالم تُسيطر عليه الاستهلاكيّة ورفض ما هو مقدّس، وحيث هناك مَيل إلى إبعاد الإيمان نحو الإطار الخاصّ”.
وكتب تورنييلي أنّ “ما يقترح البابا تطبيقه ليس مقاربة تتجاهل الاختلافات، بل نداء للإخلاص إلى الهوية الدينيّة بهدف رفض أيّ محاولة لجعل الدين أداة، وفي الوقت عينه الشهادة في المجتمعات الأكثر علمانيّة أنّنا بحاجة إلى الله”.
في باكو، “أمام شيعة أذربيجان، لكن أيضاً أمام الجماعات الدينيّة الأخرى في البلد، ذكّر البابا بمهمّة الديانات القاضية بمرافقة البشر بحثاً عن معنى للحياة، مع مساعدتهم على فهم أنّ القدرات المحدودة للإنسان وخيرات هذا العالم يجب ألّا تُصبح مُطلَقة”.
وكان الأب الأقدس قد قال أيضاً في أذربيجان إنّ “في زمن الصراعات، على الديانات أن تكون فجر سلام وبذور نهضة بين قبضة الموت وصدى الحوار الذي يصدح بلا كَلل”.
أمّا في القاهرة “حيث توجّه أساساً للمُسلمين السُنّة المصريّين”، فقد أعلن البابا فرنسيس أنّ “جبل سيناء يُذكّرنا قبل أيّ شيء أنّ أيّ تحالف أصيل على هذه الأرض لا يمكنه الاستغناء عن السماء، وأنّه لا يمكن للبشريّة أن تنعم بالسلام إذا استثنت الله من الأفق”.
ودائماً في مصر، شرح البابا أنّ “القادة الدينيّين مدعوّون إلى نزع الغطاء عن العنف المتخفّي تحت قُدسيّة مزعومة، وإلى فضح الخروقات المُرتَكَبة ضدّ كرامة الإنسان وحقوقه”. وكتب تورنييلي أيضاً أنّ الحبر الأعظم شرح أنّ “ما مِن تحريض على العنف سيضمن السلام. ولبناء هذا السلام، من الأساسيّ العمل لإعادة استيعاب الفقر والاستغلال حيث تتجذّر الأصوليّة بسهولة أكبر”.
ثمّ ذكّر تورنييلي أنّ هذه الكلمات “استعادها البابا في خطابه الذي ألقاه في أور: لن يكون هناك سلام بدون مشاركة واستقبال، بدون عدل يؤمّن الإنصاف وتعزيز الجميع، بدءاً من الأضعف”.
في أور، وأمام حشد من أديان مختلفة، حتّى ولو كانت أغلبيّته مُسلمة، ذكّر البابا أنّه “إن رفض الإنسان الله، سينتهي به الأمر بعبادة الأمور الأرضيّة”، مُحدِّداً أنّ “التديّن الحقيقي هو عبادة الله ومحبّة القريب”.
وختم تورنييلي قائلاً: “إنّ الخيط الأحمر الذي يصل مداخلات البابا فرنسيس المهمّة يتعلّق بالحوار بين الأديان، خاصّة الحوار مع الإسلام. إنّها سُلطة تُشير إلى خارطة طريق مع 3 مرجعيّات أساسيّة: دور الديانة في مجتمعاتنا، معيار التديّن الأصيل والطريقة الحسّية للتقدّم كإخوة وبناء السلام”.