“ألوهيّة المسيح هي “إفرست” الإيمان، أي أعلى قمّة من الإيمان”: هذا ما أكّده الكاردينال رانييرو كانتالاميسا واعظ الدار الرسولية، داعياً إلى “إعادة خلق ظروف استعادة الإيمان بألوهيّة المسيح”. وبالنسبة إليه، “لا يكفي تكرار قانون الإيمان الذي صدر عن نيقيا، بل يجب تجديد دفع الإيمان في ألوهية المسيح الذي كان موجوداً، والذي لم يكن له مثيل على مرّ القرون”.
عظات الكاردينال كانتالاميسا تجري في قاعة بولس السادس كلّ يوم جمعة في الصوم (وفي زمن المجيء)، وهي في هذا الزمن تحت عنوان “وأنتم، من تقولون إنني أنا؟ (مت 16 : 15): العقيدة الكريستولوجية، مصدر نور ووحي”، مع الإشارة إلى أنّ يوم الجمعة المقبل 19 آذار (أي يوم عيد القدّيس يوسف وهو يوم عطلة في الفاتيكان)، لن تكون هناك عظة للكاردينال كانتالاميسا. إذاً، العظة المقبلة والأخيرة للصوم ستكون في تاريخ 26 آذار، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
في عظته الثالثة لصوم 2021، والتي تلاها على مسامع الكوريا الرومانية في 12 آذار، تأمّل الكاردينال في “يسوع المسيح الإله الحقيقي” قائلاً: “فلنبحث عن إيقاظ الإيمان بألوهيّة المسيح فينا؛ إيماناً مُنيراً وليس ضبابيّاً، إيماناً موضوعيّاً وشخصيّاً في الوقت عينه، أي ألّا نؤمن فحسب بل أن نعيش إيماننا”.
ودائماً في عظته، أعاد الكاردينال رسم تاريخ عقيدة المسيح “الإله الحقيقيّ” مع توقّفه عند تفسير هذه العقيدة لدى الأرثوذكس والبروتستانت، والتوصّل إلى خاتمة مفادها أنّ “التمييز الأساسي في الإيمان ليس هو ما يميّز بين الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت، بل ما يميّز مَن يؤمنون بالمسيح ابن الله، ومَن لا يؤمنون”.
وأكّد الواعظ أنّ “مَن يؤمن بالمسيح لديه إمكانية مقاومة تجربة عدم فهم الحياة التي تؤدّي غالباً إلى الانتحار”. وتابع قائلاً: “مَن يؤمن بالمسيح لا يمشي في الظلام؛ بل يعرف من أين يأتي وإلى أين يذهب وما عليه فعله خلال هذه الوقت. والأهمّ أنّه يعرف أنّه محبوبٌ من شخص بذل حياته ليبرهن له عن ذلك!”