“أعزائي جميعًا … لا تكونوا رجال الغد الأبدي، الذين يؤجلون دائمًا إلى وقت لاحق، في وضع مثالي افتراضي يؤخر اللحظة المناسبة والحاسمة للقيام بشيء جيد”، هذا ما قاله البابا فرنسيس أثناء استقباله جماعة من الكلية الفلبينية البابوية، في 22 آذار 2021، في الفاتيكان. وأضاف “لا تعيشوا في “غيبوبة”، تكتفون بتحمّل الحاضر وانتظار ما سيحدث”.
بمناسبة الذكرى المئوية الخامسة لنشأة المسيحية في الفلبين والذكرى السبعين لتأسيس الكلية، دعا البابا المشاركين إلى “العودة إلى الوراء وتذكر كل الأوقات الجميلة والحزينة والجيدة والسيئة “، من خلال لمس “العناية الإلهية “. وحذّر من أنّ “المسيحية بدون ذاكرة هي موسوعة، ولكنها ليست الحياة”.
ثمّ نصح البابا: “عندما تشعر بالتعب والإحباط، اقرأ تاريخك مرة أخرى حتى لا تهرب إلى ماضٍ “مثالي” بل لاستعادة الزخم والعاطفة من الحب الأوّل”.
في سياق حديثه، حذّر أيضًا من “تجربة الهروب، عندما لا نعيش بسلام مع حاضرنا”: “نحن في الإكليريكية وكل شيء يثقل كاهلنا، لأننا نتخيل كيف ستكون الحياة بعد سيامتنا. لقد أوكلت إلينا مهمة رعوية، وأمام أولى الصعوبات، نفكر في المكان الذي يمكننا فيه أن نقدّم أفضل ما لدينا. وهكذا دواليك، عرض مؤسف في المستقبل، غير ناضج، للهروب من الحاضر”.
أصرّ البابا فرانسيس: “لا تتُه في رثائك، وعدم رضاك وندمك”. إنها بداية هذا المرض الرهيب، الرهيب، الرهيب الذي هو مرارة الروح. “يجب عيش “الحاضر”، وهو أمر ملموس:” الحاضر هو اللحظة التي يدعو فيها الله، وليس الأمس، وليس الغد، بل اليوم؛ نحن مدعوون لنعيش اليوم، بما فيه من تناقضات وآلام وبؤس … لنحب هذا المجتمع بشكل ملموس … لنخدم الإخوة الذين وضعهم الله بجانبنا”.