“سيكون للمسيحيّين المتّحدين الكثير ليُقدّموه للعراق”: هذا ما أكّده المونسنيور جان بنيامين سليمان بعد الزيارة الرسوليّة في بداية الشهر الحالي، وذلك ضمن مقابلة أجرتها معه الزميلة آن كوريان مونتابون خلال وجودها في البلد لتغطية الرحلة.
في التفاصيل، عاد رئيس أساقفة بغداد للّاتين إلى الحدث التاريخي الذي ولّد “رجاء جديداً”، مُعتبِراً أنّ “الكنيسة مدعوّة لاستعادة كلمة البابا والتأمّل بها وترجمتها عبر تدابير وقرارات تهدف إلى ولادة ثانية وانطلاقة جديدة لإعادة تحديد الهويّة والرسالة الحقيقيّة”.
يُلخّص المونسنيور سليمان الرحلة بأنّها حقّقت نيّة الأب الأقدس بأن يكون حاجّاً متواضعاً يعبّر عن القُرب والمشاركة والأخوّة، مُشيراً إلى أنّ الشعور بالرضى لحُسن استقبال البابا هو المُسيطِر.
وعندما سُئل المطران عن الرسالة الأقوى، أجاب: “الرسالة الأقوى هي شخص الأب الأقدس بالنسبة إلى المسيحيّين وغير المسيحيّين. كُثر يكتشفون فيه راعياً فريداً مع التواضع والمحبّة التي تزرع الأخوّة، والحقيقة كفضيلة للمسيحيّ، والكلمة المليئة بالحبّ والحقيقة والواقعيّة والرحمة والمعنى السياسيّ… ها هي رسالة البابا فرنسيس على أرضٍ عادلت الصراعات فيها غِناها الضخم”.
أمّا عن حلمه للعراق وللمسيحيّين، فقد قال الأسقف: “إن كان العراق بخير، فالمسيحيّون العراقيّون أيضاً بخير. لكن إن لم يكن العراق بخير، فللمسيحيّين المتّحدين الكثير ليُقدّموه لبلدهم”. وأضاف: “إنّ أبرشيّتي مميّزة إذ وُلدت مِن مُرسَلين، إلّا أنّ الشعب ما زال ينقصها”.
وفي نهاية المقابلة، طرحت الزميلة آن على المطران سؤال هل خاطبتم البابا فرنسيس (خلال رحلته إلى العراق)؟ ماذا كان لديكم لتقولوه له؟ فأجاب: “ألقيتُ التحيّة على الأب الأقدس. كنتُ فرداً مِن البعثة الحبريّة، لكن لم أستطع مخاطبته شخصيّاً. أنا الأسقف الوحيد الخاضع مباشرة للكرسي الرسولي، وكهنوتي بين الكنائس الشرقيّة نابع من كرسي بطرس. أردتُ مخاطبة الأب الأقدس عن الكنيسة اللاتينيّة في الشرق الأوسط، عن هويّتها ورسالتها والصعوبات التي تواجهها… كنتُ آمل أن أسأل خليفة بطرس تعليماً حول الكنيسة-الشراكة، وحول الأسقفيّة والمسكونيّة”.