أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
ندخل اليوم في أسبوع الآلام. ونعيشه للمرّة الثانية في إطار الجائحة. شَعَرنا في العام الماضي بصدمة أكبر، لكننا نشعرُ هذا العام بمحنة أكبر. وقد اشتدّت الأزمة الاقتصادية.
ماذا يصنع الله إزاء هذا الوضع التاريخي والاجتماعي؟ إنه يحمل الصليب. يسوع يحمل الصليب، أي إنه يأخذ على عاتقه الألم الذي يحتويه هذا الواقع، الألم الجسدي، والنفسي، وخاصة الألم الروحي، لأن الشرير يستغلّ الأزمات حتى يزرع الريبة واليأس والخلاف.
ونحن؟ ماذا علينا أن نصنع؟ هذا ما ترينا إيّاه السيّدة العذراء، أمّ يسوع التي هي أيضًا أول تلميذة له. لقد تبعت ابنها. تحمّلت نصيبها من الألم، والظلام، والضياع، وسارت في درب الآلام، وحافظت على مصباح الإيمان مشتعلًا في قلبها. نستطيع نحن أيضًا، بنعمة الله، أن نسير الدرب نفسه. وعلى طول درب الصليب اليوميّة، نلتقي وجوهَ العديد من الإخوة والأخوات الذين يواجهون الصعوبات: لا نغفلنَّ عنهم ونمضي، بل ليكن قلبُنا شفوقًا ولنقترّب منهم. قد نفكّر في تلك اللحظة مثل القيرواني: “لماذا أنا؟” ولكن بعد ذلك سوف نكتشف العطيّة التي لمَسَتنا دون أيّ استحقاق منّا.
لنصلِّ من أجل جميع ضحايا العنف، ولاسيما من أجل ضحايا الهجوم الذي وقع هذا الصباح في إندونيسيا، أمام كاتدرائية ماكاسار.
لتساعدنا السيّدة العذراء، التي تسبقنا دائمًا على طريق الإيمان.
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2021