“على الكاهن التحلّي بحنان أصيل وعطف على الخراف التي عُهِدَت له، كما حيال تلك التي تاهت”: كانت هذه دعوة البابا فرنسيس لأعضاء المعهد الحبريّ المكسيكيّ الذين استقبلهم في الفاتيكان البارحة في 29 آذار 2021، كما كتبت الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسيّ.
وقد ألقى البابا على مسامع زوّاره كلمة بالإسبانيّة دعا فيها كلّ كاهن إلى “التمتّع بنظرة رقّة ومصالحة وأخوّة، وهي النظرة التي ينظر الرب إلينا من خلالها”.
كما وحثّ الأب الأقدس على “عدم الحطّ من قدر تجارب العولمة التي قد تؤدّي بنا إلى معرفة شخصيّة غير كافية، وإلى تصرّفات تنمّ عن مرجعيّة ذاتيّة وإلى استهلاكيّة وأشكال مختلفة من الهرب حيال المسؤوليّات”.
ثمّ ذكّر البابا أنّ “العولمة الروحيّة هي أسوأ الشرور التي قد تصيب الكنيسة، وأنّ الإكليروسيّة انحراف”، مُتابعاً شرحه: “الكهنة مدعوّون للمساهمة في إعادة بناء العلاقات المحتَرَمة والبنّاءة بين الناس، ولنسج الخيوط المختلفة التي أصبحت رقيقة أو التي قُطِعَت في المعطف المتعدّد الألوان التابع للثقافات التي تُشكّل النسيج الاجتماعيّ والدينيّ للأمّة، مع التنبّه بشكل خاصّ لِمَن نُبِذوا بسبب عِرقهم أو تديّنهم الشعبيّ الخاصّ. يجب مساعدة كلّ إنسان ليتصالح مع الله”.
وأعلن الأب الأقدس أنّه “يجب أن تكون هناك رؤية شاملة للوحدة في العالم المتّصل مع بعضه البعض، رؤية تدفعنا نحو الإبداع انطلاقاً مِن الأخوّة، وتسمح لنا بتمييز نقاط صلات وتفاعل داخل الثقافات والعالم الكنسيّ”.
ودائماً خلال كلمته، تطرّق الأب الأقدس إلى “الذكرى الحيّة للّقاءات التي اختبرها مع شعب الله المقدّس خلال رحلته الرسوليّة إلى المكسيك سنة 2016، وهي ذكريات تتجدّد كلّ سنة بطريقة ما مع الاحتفال بعيد سيّدة غوادالوبي في البازيليك الفاتيكانيّة”، داعياً إلى “الالتجاء بثقة إلى والدة الإله وأمّنا”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ المجلس الحبريّ المكسيكي تأسّس سنة 1967، ومهمّته تقضي بتحفيز تنشئة الإكليريكيّين والكهنة المكسيكيّين الذي يُرسَلون إلى روما. “من الضروريّ إيجاد تناغم بين الأبعاد الأكاديميّة والروحيّة والرعويّة الإنسانيّة في التنشئة الدائمة، وإدراك نقاط الضعف الشخصيّة والجماعيّة، مثل الإهمال والنقص اللذَين يجب تصحيحهما في حياتنا”.
Collège pontifical mexicain, 29 mars 2021 © Vatican Media
