صلاة الافتِتاح
باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد.
الجماعة: آمين.
عزيزي يسوع،
أنتَ تعلم أنّنا نحن الأطفال أيضًا لدينا صُلبان، وهي ليست أخفُّ ولا أثقلُ وزنًا مِن صُلبَان الكبار، لكنَّها صُلبانٌ حقيقيَّة، نشعرُ بثِقلِها حتّى في الليل. أنت فقط تعرف ذلك وتأخذها على محمل الجد. أنتَ فقط.
أنتَ فقط تعرفُ كَم هو صعبٌ عليَّ تعلُّم عدم الخوف من الظلام والوَحدة.
أنتَ فقط تعرفُ مدى صعوبة عدم قُدرتِي أن أمسك نفسي فأستيقظ مَبْلُولًا كلّ صباح.
أنتَ فقط تعرفُ مدى صعوبة عدم القدرة على التحدُّث مثل الآخرين والتفكير بسرعة والقيام بالحسابات الصحيحة.
أنتَ فقط تعرفُ مدى صعوبة رؤية والديّ يتجادلان ويغلقان الباب بقوَّة ولا يتحدَّثان مع بعضهما البعض لأيام.
أنتَ فقط تعرفُ مدى صعوبة أن يسخر منك الآخرون وتدرك أنك مستبعد من الحفلات.
أنتَ فقط تعرفُ ما يعنيه أن أكون فقيرًا وأن أتخلَّى عن ما يملكهُ أصدقائي.
أنتَ وحدك تعرفُ مدى صعوبة التخلُّص مِن سرٍّ يؤلمُني كثيرًا ولا تعرف لِمَنْ تَبُوحُ بِهِ خوفًا من التعرُّض للخيانة أو الاتهام أو عدم تصديقه.
عزيزي يسوع الصَّالح، كُنتَ طفلاً مِثْلِي، ولعبت أيضًا وربَّما سقطت وآذيت نفسك؛ لقد ذهبت أيضًا إلى المدرسة وربَّما لم تَسِرْ واجباتك المدرسيَّة بشكل جيِّد؛ أنتَ أيضًا كان لديك أبٌ وأمٌّ وأنتَ تعلم أنَّه في بعض الأحيان لا أرغب حقًّا في الانصياع عندما يطلبون منِّي أداء واجباتي المدرسيَّة، وإخراج القُمامة، وترتيبِ السَّرير، وترتيبِ الغُرفة؛ أنتَ أيضًا ذهبتَ إلى التعليم المسيحيّ وإلى الصّلاة، وأنتَ تعلم أنَّني لا أذهب دائمًا إلى هناك بفرحٍ كبير.
عزيزي يسوع الصّالح، أنتَ تعلم، قبل كلِّ شيء، أنَّه يوجد في العالم أطفال ليس لديهم ما يأكلوه، وليس لديهم تعليم، ويتمُّ استغلالهم وإجبارهم على شنِّ الحرب.
ساعدنا كلّ يوم في حمل صلباننا كما حملت أنتَ صليبك. ساعدنا لنصبح أكثر صالحين: لنكون كما تريدنا أنت. وأشكرك لأنَّني أعلم أنك دائمًا قريب منِّي وأنك لا تتخلَّى عنِّي أبدًا، خاصَّة عندما أشعر بالخوف الشَّديد، ولأنك أرسلت ملاكي الحارس الذي يحميني وينيرني كلَّ يوم. آمين.
المرحلة الأولى
بيلاطس البنطيّ يحكم على يسوع بالموت
فخاطَبَهُم بيلاطُسُ ثانِيَةً لِرَغْبَتِه في إِطلاقِ يسوع. فصاحوا: “اِصلِبْهُ، اصلِبْه!” فقَضى بيلاطُسُ بِإِجابَةِ طَلَبِهم. فأَطلَقَ مَن كانَ قد أُلقِيَ في السِّجنِ لِفِتنَةٍ وجريمةِ قَتْل، […] وأَسلَمَ يسوعَ إِلى مَشيئَتِهِم. (لو 23، 20-21. 24-25)
تأمُّل
عندما كنت في الصفِّ الأوَّل، تمَّ إلقاءُ اللومِ على ماركو، وهو طفلٌ في صفِّي، لسرقة وجبة خفيفة من زميله في الفصل. كنتُ أعلمُ أنَّ هذا لم يكن صحيحًا، لكنَّني بقيت صامتًا، لم تكن مُشكلتي، ثمَّ أشار الجميع إليه باعتباره الجاني. لماذا كان عليَّ التدخُّل؟
في كلِّ مرَّة أفكِّرُ فِيها، ما زلتُ أشعرُ بالخجل، وأشعرُ بالألم من هذا العمل الذي قمت به. كان بإمكاني مساعدة صديقي هذا، على قَولِ الحقيقة والمساعدة في تحقيق العدالة، لكن بدلاً من ذلك تصرَّفتُ مثل بيلاطُس وفضَّلتُ أن أتجاهلهُ. اخترت الطَّريق الأسهل وغسلت يديَّ مِنه. اليوم أنا آسَفُ لذلك كثيرًا: كنت أرغب في أن أملِكَ القليل من الشَّجاعة، واتِّباع قلبي ومساعدة صديقي في المحنَة.
أحيانًا لا نسمعُ سوى صوت أولئك الذين يفعلون الشر ويريدونه، في حين أنَّ العدالة طريقٌ شاقَّة، مع عقباتٍ وصعوبات، ولكن لدينا يسوع إلى جانبنا، مستعدٌّ لدعمنا ومساعدتنا.
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يسوع، هَبْنِي قلبًا بسيطًا وصادقًا، وهكذا سأمتلك الشَّجاعة والقوَّة، حتّى في عناء السَّير في عدالتك: «إِنِّي ولَو سِرتُ في وادي الظّلمات لا أَخافُ سُوءًا لأَنَّكَ مَعي» (مز 23، 4).
لِنُصَلِّ
أيُّها الرّبّ، الآب الصالح،
أَحِلَّ علينا روحك القدوس
وأعطنا حصنك،
لأنَّه بهذه الطريقة فقط سنَمتلِكُ الشَّجاعة
لنشهد لحقيقتك،
والتي هي طريق العدل والمصالحة.
بالمسيح رَبِّنَا. آمين.
المرحلة الثانية
يسوع يحمل صليبه
وكانَ الرِّجالُ الَّذينَ يَحرُسونَ يسوع يَسخَرونَ مِنهُ ويَضرِبونَهُ ويُقَنِّعونَ وَجهَه فيَسأَلونَه: “تَنَبَّأْ! مَن ضربَكَ؟” وأَوسَعوهُ غَيرَ ذلكَ مِنَ الشَّتائِم. (لو 22، 63-65)
تأمُّل
في الفصل، كُنَّا نتناوبُ على قراءة كتاب النَّورَس والقطَّة. عندما جاءَ دَورُ مارتينا، بدَأتْ في الخَلْطِ بَينَ الحُروفِ مع بعضها البعض، وبالتَّالي فقدتِ الجُملُ مَعنَاها. كلمةٌ بعدَ كلمة، بدأتُ أضحك، ومعي كلُّ الآخرين. ما زلتُ أتذكَّر مارتينا، وَجهُهَا مِحْمَرٌّ، وصوتُها مَكسُور، وعَينَاها مَليئَةٌ بالدُّموع.
ربَّما لَم يكُن في نيَّتنا أن نَهزَأَ بِها، ومع ذلك، كَمْ مِنَ الألم تسبَّبنا بِهِ لهَا بِضَحَكَتِنَا تِلك!
الاضطِّهاد ليسَ ذِكرَى بعيدة تعود إلى ألفَي عام: في بعضِ الأحيان يمكنُ لبعضِ أفعالِنا أن تحكمَ على أخٍ أو أُختٍ وتُؤذيهما وتَدُوسَهُمَا.
في بَعضِ الأَحيان، أنْ نَجعَلَ شَخصًا مَا يُعانِي، قد يُسبِّبُ لنَا القليلَ منَ المُتعَة، لأنَّنا وراءَ تِلكَ المُعانَاة نكونُ قَد أخفَينَا مضَايِقَنا نَفسَها.
لقَد علَّمنا يَسُوعُ أن نُحِبّ، وفي حُبِّهِ نَجِدُ الجَّوَابَ لكلِّ المُعانَاة. يجِبُ أَن نَكُونَ مُستعدِّينَ لفِعلِ كلِّ شَيء حتَّى لا نُؤذِي الآخرين، بل لفعلِ الخَيرِ لَهُم.
صَلَاةُ الفِتيَان
يَا يَسُوع، لَا شَيءَ سيَفصِلُنا عن حُبِّكَ. اجعَلنَا قَادِرِينَ أن نُحِبَ إخوَتَنَا وأخَوَاتِنَا الأَقَل حَظًّا.
لِنُصَلِّ
أيُّها الرَّبّ، الآبُ الصالحُ، الذي أرسَلَ إلَينَا يسوع،
مُطيعًا حتَّى المَوت،
هَبْنَا قوَّةَ حُبِّكَ
لِنَحمِلَ صَليبَنَا بشجَاعَة.
هَبْنَا رَجَائكَ وسَنعرِفُ كيف نتعرَّفُ عَلَيك
حتَّى فِي أَحلَكِ لحَظَاتِ حياتِنَا.
بالمسيح رَبِّنَا. آمين.
المرحلة الثالثة
يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الأولى
لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا،
وآحتَمَلَ أَوجاعَنا؛
فحَسِبْناه مُصاباً،
مَضْروباً مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً.
طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا،
وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا. (أش 53، 4-5)
تأمُّل
في الصفِّ الخَامِس كُنتُ الأفضَل في الرياضيَّات، وكُنتُ أُنهِي الاختبارات في بِضعِ دَقائِق وكُنتُ أَعرِفُ نتيجةً واحدةً فَقَطْ وهي: “ممتاز”.
عندَما قَرَأتُ، لأوَّلِ مَرَّةٍ، كَلمةُ “غَيرُ كَافٍ”، ظَنَنْتُ أَنَّنِي لا شَيء، وشعرتُ بثِقْلِ فَشَلٍ غَيرِ مُتَوقَّع، وكنتُ وحِيدًا ولَم يُواسِينِي أَحَد.
لكِن، تِلكَ اللَّحظَة جَعَلَتنِي أَنمُو: وَاسَاني وَالِدَيّ في البيت وجعلاني أشعر بِحُبَّهُما؛ فنَهَضْتُ ووَاصَلتُ التِزامي في الدِّراسَة.
أعلَمُ اليَوم أنَّنا نتعثَّر كُلَّ يَوم ويُمكِنُ أن نسقُط، لكنَّ يسوُع حاضِرٌ دائِمًا هُناك ليَمُدَّ لنا يدهُ، ولِيَحْمِلْ ثِقْلَ صُلبَانِنَا ويُحيِي الرَّجَاء فِينَا.
صَلَاةُ الفِتيَان
يَا يَسُوع، لَقَد سَقَطَّت تَحتَ الصَّلِيب الكَبِير الذي كُنتَ تَحمِلُهُ. أَنَا أَيضًا كَثِيرًا مَا أَسقُطُ وأَتَأَذَّى. احفَظني فِي طَرِيقِي واَمنَحنِي القُوَّةَ لِتَحَمُّلِ أَعبَائِي مَعَك.
لِنُصَلِّ
يَا رَبّ، لَقَد تَوَلَّيتَ مَسؤُولِيَّة آلَامِنَا
وشَارَكتَهَا حتَّى المِشنَقَة التِي تَسحَقُ وتَذُل.
لَا تَترُكنَا تَحتَ وَطأَةِ الصُّلبَان،
التِي تَبدُو لَنَا ثَقِيلَةٌ جِدًّا فِي بَعضِ الأَحيَان.
أَنتَ الذِي تَحيَا وتَمْلُك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة الرابعة
يسوع يلتقي بأمِّه
ونَفَذَتِ الخَمْر، فقالَت لِيَسوعَ أُمُّه: “لَيسَ عِندَهم خَمْر”. فقالَ لها يسوع: “ما لي وما لَكِ، أَيَّتُها المَرأَة ؟ لَم تَأتِ ساعتي بَعْد”. فقالَت أُمُّه لِلخَدَم: “مَهما قالَ لَكم فافعَلوه”. (يو 2، 3-5)
تأمُّل
عِندَمَا أُفَكِّرُ فِي أُمِّي، أَرَى وَجهَهَا الرَّقِيق، وأَشعُرُ بِدِفءِ عِنَاقِهَا وأُدرِكُ كَامِلَ حُبَّهَا لِي.
هِي تُرَافِقُنِي فِي كُلِّ مَكَان، إِلَى تَمَارِينِ كُرَةِ القَدَم، ودَرسِ اللُّغَةِ الإِنجِلِيزِيَّة والتَّعلِيمِ المَسِيحِيِّ صَبَاحَ الأَحَد.
فِي المَسَاء، حتَّى لَو كَانَت مُتعَبَة، فَهِيَ تُسَاعِدنِي أَثنَاءَ أَدَاءِ وَاجِبِي المَنزِلِيّ؛ وعِندَمَا تُرَاوِدُنِي الكَوَابِيسُ فِي اللَّيل، تَجلِسُ بِقُربِي، وتُهَدِّئُنِي وتَنتَظِر أَنْ أَنَامَ مَرَّةً أُخرَى.
إِذَا كَانَت لَديَّ مُشكِلَة أَو شَكّ أَو مُجَرَّد بَعضِ الأَفكَارِ السَّيِّئَة، هِيَ دَائِمًا حَاضِرَة لِلإصْغاءِ إَلَيَّ بِابتِسَامَتِهَا.
وفِي أَسوَأِ اللَّحظَات، لَستُ بِحَاجَةٍ لِأَن أَنطُق، تكفي نَظرَةٌ وَاحِدَةٌ منها، فتَفهَمُ عليّ عَلَى الفَور وتُسَاعِدَنِي فِي التَّغَلُّبِ عَلَى كُلِّ مُعَانَاة.
صَلَاةُ الفِتيَان
يَا يَسُوع، اجعلنا قَادِرِينَ أَن نُحتَضَنَ مِن مَريَم، أُمَّنَا السَّمَاوِيَّة.
لِنُصَلِّ
أيُّهَا الرَّبّ، الآبُ الصَّالِح،
امنَحْنا أَن نَلتَقِي بِنَظرَةِ مَريَم المُحِبَّة،
حتَّى يَتَسَنَّى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا،
مُتَحَرِّرًا مِن وَحدَتِهِ الدَّاخِلِيَّة،
أَن يَستَرِيحَ فِي الحِضنِ الأُمُومِيّ لِتِلكَ
التِي احتَضَنَت وأَحَبَّت كّلَّ إِنسَانٍ فِي يَسُوع.
هُوَ الذِي يَحيَا ويملك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة الخامسة
سمعان القيرواني يعاون يسوع في حمل صليبه
وبَينما هم ذاهِبونَ بِه، أَمسكوا سِمعان، وهو رَجُلٌ قِيرينيٌّ كانَ آتِياً مِنَ الرِّيف، فجَعَلوا علَيهِ الصَّليبَ لِيَحمِلَه خَلْفَ يَسوع. (لو 23، 26)
تأمُّل
خِلَالَ فَترَةِ الصَّيف، كُنتُ أَلعَبُ مَعَ أَصدِقَاءٍ مِنَ الحَيّ فِي الحَدِيقَةِ أَمَامَ البيت. مِنذُ بِضعَةِ أَشهُرٍ، أَصبَحَ لَدَينَا جِيرَانٌ جُدُد ولَهُم ابنٌ فِي نَفْسِ عُمرِي. لكِنَّهُ لَمْ يَكُن يَلعَبُ مَعَنَا، ولَمْ يَكُن يَفهَم حتَّى لُغَتَنَا جَيِّدًا. ذَاتَ يَوم، لَاحَظتُ أَنَّهُ كَانَ يُرَاقِبُنَا مِن بَعِيد، وكَانَ يُرِيدَ أَن يَلعَبَ مَعَنَا، غَيرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَدَيهِ الشَّجَاعَةَ لِيَطلُبَ ذَلِك. اقتَرَبتُ مِنهُ، وتَعَارَفنَا ودَعَوتُهُ لِلَعِبِ مُبَارَاةِ كُرَةِ قَدَمٍ مَعَنَا. لَقَد أَصبَحَ وَلِيد أَحَدُ أَعَزِّ أَصدِقَائِي مُنذُ ذَلِكَ الحِين، بِالإِضَافَةِ إِلَى كَونِهِ حَارِسُ المَرمَى لِفَرِيقِنَا.
بِالنَّظَرِ إِلَى شَخصٍ مِن بَعِيد، نُلاَحِظُ أوَّلاً الصُّورَةَ الظِّليَّة، ثُمَّ نَفهَم مَا إِذَا كَانَ رَجُلاً أَم اِمرَأَة، وتَتَشَكَّلُ بِبُطءٍ تَفَاصِيلَ وَجهِهِ، ولَكِن فَقَط عِندَمَا نَتَعَرَّفُ عَلَيهِ كَأَخٍ، نَفتَحُ قَلبَنَا لِيَسُوع.
صَلَاةُ الفِتيَان
يَا يَسُوع، اجعَلنِي أَستَقبِل بِحُبٍّ كُلِّ الإِخوَةِ الوَحِيدِين والمُهَمَّشِين الذِينَ سَأَلتَقِي بِهِم فِي مَسِيرَتِي.
لِنُصَلِّ
يَا رَبّ، سَاعِدنَا فِي التَّعَرُّفِ عَلَيكَ في الآخِرِين
الذِينَ نَلتَقِيهِم فِي طَرِيقِنَا؛
امنَحنَا الشَّجَاعَة والنَّعِيم
لإِطعَامِ الجِيَاع،
ولإِروَاءِ العَطشَان، ولإِيوَآء الغَرِيب،
ولإِلبَاسِ العَريَان ولمداواة المَرضَى،
حتى نَلتَقي بِكَ وَنَسْتَقْبِلَك فِي كُلِّ أَخٍ وأُختٍ.
أَنتَ الذِي تَحيَا وتَمْلُك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة السادسة
إمرأة تمسح وجْهَ يسوع
فيُجيبُه الأَبرار [للمَلِك]: “يا رَبّ، متى رأَيناكَ جائعاً فأَطعَمْناك أَو عَطشانَ فسَقيناك؟ ومتى رأَيناكَ غريباً فآويناك أَو عُرياناً فكَسَوناك؟ ومتى رَأَيناكَ مريضاً أَو سَجيناً فجِئنا إِلَيكَ؟” فيُجيبُهُمُ المَلِك: “الحَقَّ أَقولُ لَكم: كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه”. (را. مت 25، 37-40)
تأمُّل
فِي ذَلكَ اليَوم كَانَ عَلَيَّ أَن أَلعبَ أَهمَّ مُبارَاةٍ فِي الدَّورِيّ، كَانَت فُرصَةٌ لإِظهَارِ كُلِّ مَهَارَاتِي. كُنتُ مُضَّطَرِبًا وخَائِفًا فِي غُرفَةِ تَبدِيلِ المَلَابِس، لَكِن عِندَ دُخُولِي المَلعَب رَأَيتُ مرقس، أَعَزُّ أَصدِقَائِي، بَينَ المُتَفَرِّجِين، والذِي عَلَى الرُّغمِ مِن عَدَمِ مَحَبَّتِهِ لِكُرَةِ القَدَم، فَقَد جَاءَ إِلَى هُنَاكَ لِدَعمِي. كَانَت هَذهِ هِيَ المَرَّةَ الأُولَى التِي جَاءَ فِيهَا لِيَرَانِي أَلعَب، وَلِلأَسَفِ خَسِرنَا.
أَثنَاءَ الِاستِحمَام، شَعرتُ بِالحُزنِ والإِحبَاط، لَكِن بَعدَ مُغَادَرَتِي غُرفَةَ تَبدِيلِ المَلَابِس، وَجَدّْتُ صَدِيقِي: كَانَ يَنتَظِرُنِي وفِي يَدهِ عَصِير بُرتُقَال. قَضَيْنَا بَعضَ الوَقتِ مَعًا، وهَكَذَا جَعَلَت تِلَكَ السَّاعَة وعَصِير البُرتُقَال كُلَّ شَيءٍ أَكثَرُ سُهُولَة، والهَزِيمَةُ التِي تكبَّدتُها أَصبَحَت ذِكرَى أَقَلُّ مَرارَة.
يُمكنُ لِلِّقاء، والنَّظرة، والبادِرة أن يُغيِّروا يَومَنا ويَملَؤُوا قُلُوبَنا. في وَجْهِ صَدِيق متألم، أو حتَّى لِشَخص غَرِيب، هُناكَ وَجهُ يَسُوع الذي يمرُّ على طَريقِي نَفسُه… هَل سأَمتَلِكُ الشَّجاعة للاقتِراب؟
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يَسُوع، دَعني أَلتَقي بِنَظرَتِكَ في الأوقاتِ الصَّعبة، حتَّى أَجِدَ الرَّاحةَ في حُبِّك.
لِنُصَلِّ
يا ربّ، اجعَل مِن نُورِ وَجهِك
الملِيء بالرَّحمَة،
أن يُهدِّئَ جِراحَ التخلي والخَطِيئَة التي ابتُلِينَا بِهِم.
أَنتَ الذِي تَحيَا وتملك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة السابعة
يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الثانية
إنَّه لم يَرتكِبْ خَطيئَةً ولَم يُوجَدْ في فَمِه غِشّ. […] وهو الَّذي حَمَلَ خَطايانا في جَسَده على الخَشَبة لِكَي نَموتَ عن خَطايانا فنَحْيا لِلبِرّ. (1 بط 2، 22. 24)
تأمُّل
في الصفِّ الرَّابِع، أَرَدتُ بِأيِّ ثَمن أن أكونَ بَطلَ مَسرحيَّةِ المَدرسَة في نِهايَةِ العَام. لقَد عمِلتُ بِجدٍّ لِلحُصولِ على النَّص، وكرَّرتُ العِبارات عِدَّة مرَّاتٍ أمامَ المِرآة، لكنَّ المعلِّمة قرَّرت إعطائه ليوحنا. كانَ طِفلاً يقِفُ دائمًا بمُفرَده.
شعرتُ في تِلكَ اللَّحظةِ بالإِهانَةِ والغَضَب، من نَفسي، ومن المعلِّمة، ومن يوحنا. كانَت المسرحيَّة ناجِحة، ومُنذَ تِلكَ اللَّحظة، انفَتحَ يوحنا أكثَر على كلّ صفه.
لقَد نَفَعَت خيبةُ أمَلِي في مُساعدَة شخصٍ آخر، فَقَد أتاحَ اختيارُ المعلِّمة الفُرصة لمن كان يحتاج إليهَا حَقًّا.
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يَسُوع، اجعَلنِي أداةً لحُبِّك، اجعَلنِي أستَمِعُ إلى صَرخَةِ مُعاناةِ من يعيش في وضع صَعب، لكَي أتمكَّن مِن مُواساتِه.
لِنُصَلِّ
يا ربّ، لقَد سقطَّتَ على الأرضِ مِثلَ أيِّ رجُل آخر.
امنَحنا القُوَّة للنُّهوض
عندَما لا تكُونُ لدَينا حتَّى الرَّغبةُ في القيامِ بذَلك.
نَمِّ فِينا اليَقِين
أنَّه، في حَالِ التَّعبِ واليَأس،
يُمكنُنا دائِمًا البَدء مِن جَديد في السَّيرِ معكَ وأنتَ إلى جَانِبِنا.
أَنتَ الذِي تَحيَا وتملك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة الثامنة
يسوع يلتقي بنات أورشليم
وتَبِعَه جَمعٌ كَثيرٌ مِنَ الشَّعب، ومِن نِساءٍ كُنَّ يَضربنَ الصُّدورَ ويَنُحنَ علَيه. فالتَفَتَ يَسوعُ إِليهِنَّ فقال: “يا بَناتِ أُورَشَليمَ، لا تَبكِينَ عَليَّ، بلِ ابكِينَ على أَنفُسِكُنَّ وعلى أَولادِكُنَّ. (لو 23، 27-28)
تأمُّل
كُنتُ ألعبُ أنا وأخي أَلعابَ الفيديو طوالَ فترةِ الظَّهيرة. عِندَما حلَّ المَساء، سَألتنا أُمِّي عَمَّا إذا كُنَّا قَد أَنهَينا واجِباتِنا المدرسيَّة. أَجابَ كِلَانا: “بالتَّأكيدِ يا أُمِّي”. ذَهبتُ على الفَور إلى غُرفتِي وبَدأتُ في كِتابتِها، بَينمَا كانَ أخي يُشاهدُ التِّلفازَ على الأرِيكَة.
في اليَوم التَّالي، لَم يَذهب أخِي إلى المَدرسة، مُتظاهِرًا بِألم شَديدٍ في المَعدة.
وعِندما رَجِعتُ إلى البيت، ذَهبتُ إلى غُرفتِهِ وتَكَلَّمنا عمَّا حَدَث: كُنَّا مُخطِئَين عِندما كَذَبنا على والِدَتَنا وتَظاهَر هو بأَلم في المَعدة.
عَرَضتُ عليهِ بِأن يؤدِّي واجِبهُ المَنزليّ على الفَور، فساعَدّتُهُ على إتمامِ واجباتِ اليومِ السَّابِق. بِمُجرَّدِ أن انتَهَينا، أمضَينا بقيَّة فَترَة بَعد الظُّهر في اللَّعب.
تأديبُ الأخِ هو بادرةٌ صعبة ولكنَّها ضروريَّة، فهِيَ تتطلَّبُ الشَّجاعة والبساطة والرقَّة.
صَلَاةُ الفِتيَان
يَسُوع، أنتَ الذي مَلأتَ قُلوبَنا بالعُذوبَة والحساسيَّة، اجعلنا قَادِرين على رِعايَة أَصغَرِ إخوَتِنا.
لِنُصَلِّ
أيُّهَا الرَّبّ، الآبُ الصَّالِح،
اجعلنا شُهودًا مَوثُوقِين على رَحمتِك؛
دَعْ أن تكونَ دائمًا أقوالنا وأفعالنا
علامةً صادقةً ومجَّانيَّة على عمل المحبّة
تُجاهَ كُلِّ أَخ.
بالمسيحِ رَبِّنا. آمين.
المرحلة التاسعة
يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الثالثة
[قال يسوع] الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً. مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. (يو 12، 24-25)
تأمُّل
في العَام الماضي، لَم نَقُم بزيارة جَدَّينا معَ العائِلة. قال والِدَاي إنَّهُ أمرٌ خَطير، يُمكِنُنا أَن نَجعَلهُم مَرضَى بالكوفيد. أنا افتقدهم!
مِثلَما أفتَقِدُ صدِيقاتي في كُرةِ الطَّائرة والكَشّاف.
كثِيرًا ما أشعرُ بالوَحدَة.
المدرسةُ مُغلقةٌ أيضًا، في بعضِ الأحيان، كُنتُ أذهبُ إلى هُناك مِن دونِ رَغبة، لكِن الآن، أودُّ فَقَط العَودة إلى الفَصل لِرُؤيةِ زُملائي والمُعلِّمات مرَّةً أُخرى.
أحيانًا، يُصبحُ حزنُ الوَحدةِ لا يُطاق، ونَشعرُ أنّنا “مُهملون” مِن قِبلِ الجَميع، وغَير قادِرين على الابتسامِ مَرَّةً أُخرى. نجدُ أَنفُسَنا مُنهارين على الأرضِ مِثل يَسُوع.
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يَسُوع، النُّورُ الأبديّ، أَشرِق مِن فَضلِك، عِندَما أضيعُ في أحلكِ الأفكار، وأبتعد عنك.
لِنُصَلِّ
أيُّها الربّ، الذي صَعدّتَ إلى الجُلجُلة كذَبيحَة،
أنِرنا في هذهِ اللَّيلةِ المُظلِمة،
حتَّى لا نَضيعَ في هذهِ الفترةِ الصَّعبة.
أَنتَ الذِي تَحيَا وتملك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة العاشرة
يسوع يُعرّى من ثيابه
[الجنود] ثُمَّ صَلَبوه وَاقتَسَموا ثِيابَه، مُقتَرِعينَ علَيها لِيَعرِفوا ما يأخُذُ كُلٌّ مِنهم. فتَمَّتِ الآية: “اِقتَسَموا ثِيابي وعلى لِباسي اقتَرعوا”. (مر 15، 24؛ يو 19، 24)
تأمُّل
مِن على الرُّفوفِ في غُرفتي، كانت تُطلُّ العديد من الدُمى، كُلٌّ مِنها مُختلفة عن الأخرى. في كلِّ مناسبة كنت أتلقّى واحدةً جديدة، وكنتُ مُتعلّقة جدًا بجميعِ أصدقائي الصِّغار.
في يومِ الأحد، خلالَ الإعلانات في خِتام القُدَّاس، تكلّم كاهنُ الرعيّة عن جَمعِ بعضِ الألعاب للأطفال اللَّاجئين من كوسوفو.
عندما عُدتُ إلى المنزل، نَظرتُ إلى الدُّمى وفكَّرت: “هَل أنا بِحاجةٍ إِلَيها حقًّا؟”
بكلِّ أسىً، اخترتُ بعضًا مِنها، الأقدم، تلكَ التي لم أكن معجبةً بها كثيرًا. أعددتُ الصُّندوق لأخَذِها إلى الكنيسةِ يوم الأحد المُقبل.
لكِن في المَساء، كانَ لديَّ شُعورٌ بأَنَّني لَم أفعل ما يَكفي. قبلَ أن أذهبَ إلى النَّوم، كانَ الصُّندوقُ مَليئًا بالدُّمى والرُّفوفُ فَارِغة.
إنَّ التَّخلُّصَ مِن الفَائض يُنير الرُّوح ويُحرِّرنا مِن الأنانيَّة.
العَطاء يجعلُكَ أكثَر سعادةً مِن الأخذ.
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يَسُوع، اسهَر على قلبِي، واجعلهُ خاليًا من عُبوديَّة الخيراتِ الماديَّة. ساعدني في أن أهبَ ليسَ فَقط ما لا لُزومَ له، ولكن أيضًا شيئًا ضروريًّا.
لِنُصَلِّ
أيُّهَا الرَّبّ، الآبُ الصَّالِح، املأِ المَسافاتِ التي تَفصِلنا،
اجعَلنا كُرماءَ في المُشاركةِ معَ الإخوَة
عَطايا عِنَايَتِك.
بالمسيح رَبِّنا. آمين.
المرحلة الحادية عشرة
يسوع يُسمَّر على الصّليب
ووقَفَ الشَّعْبُ هُناكَ يَنظُر، والرُّؤَساءُ يَهزَأُونَ فيقولون: “خَلَّصَ غَيره فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَه، إِن كانَ مَسيحَ اللهِ المُختار!” وسَخِرَ مِنه الجُنودُ أَيضاً، فدَنَوا وقرَّبوا إِلَيه خَلاًّ وقالوا: “إِن كُنتَ مَلِكَ اليَهود فخَلِّصْ نَفْسَكَ!”. (لو 23، 35-37)
تأمُّل
ذَهبنا معَ الكشَّافة، في يومِ عيدِ الميلاد، إلى روما، عِندِ راهِباتِ المَحبَّة، لتوزيعِ الغداءِ على المُحتاجين، وتخلّينا عن يومِ العيد معَ العائلة.
في الطَّريقِ إلى هُناكَ بالقِطار، فكَّرتُ في كُلِّ الأشياءِ التي كنتُ سأُفَوِّتَها: معكرونة الكابيليتّي المصنوعة يدويًّا من الجدَّة ماريَّا، ولعبة التومبولا، وكعكة البانيتُّوني، والهدايا المُفتَّحة أمام المَوقد…
أثناءَ عودتي، فكَّرت في وجوهِ الأشخاصِ الذينَ خَدمتُهم، وفي ابتساماتهِم وقِصصهِم… الفكرةُ في أنَّنا جَلَبنا إلى هؤلاءِ الأشخاص لحظةً من الصَّفاء، جَعلت عِيد الميلادِ هذا لا يُنسى.
إنَّ تقديمَ الذَّات والخدمةِ بمحبَّة هوَ التَّعليم الذي أَعطانا إيَّاهُ يسُوع على الصَّليب.
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يَسُوع، حرِّرنا مِن كِبرِيائِنا ومِن أحكامِنا المُسبَقة، واجعَل قُلوبَنا مفتوحةً على الآخرين.
لِنُصَلِّ
يا ربّ، امنَحنا النِّعمة
بِأن لا نَتسَمَّر في خَطايانا،
ولكِن ساعِدنا أن نَرى في كُلِّ نِقاطِ ضَعفِنا
احتمال جَديد
لتَكشِف عَن قُوَّة صَليبك،
الذي يُعطي الحياة والرَّجاء.
أَنتَ الذِي تَحيَا وتملك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة الثانية عشرة
يسوع يموت على الصّليب
وكانَتِ السَّاعَةُ نَحوَ الظُّهر، فخَيَّمَ الظَّلامُ على الأَرضِ كُلِّها حتَّى الثَّالِثَة، لِأَنَّ الشَّمسَ قدِ احتَجَبَت. وانشَقَّ حِجابُ المَقدِسِ مِنَ الوَسَط. فصاحَ يسوعُ بِأَعلى صَوتِه قال: “ يا أَبَتِ، في يَدَيكَ أَجعَلُ رُوحي! “ قالَ هذا ولَفَظَ الرُّوح. (لو 23، 44-46)
تأمُّل
مُنذُ فترةٍ وجيزة، بعدَ مُناقشةِ الموضوعِ في الصف، كتبتُ مقالًا عن الأطفالِ ضَحايا المافيا. تساءلتُ: كيفَ يمكنُ فعلُ مثلُ هذهِ الأعمالِ الفظيعة؟ هَل مِن الصَّوابِ أن نَغفرَ هذهِ الأشياء؟ وأنا، هَل سأكونُ قادرًا على القيامِ بذلك؟
أعطى يسوع، بموتهِ على الصَّليب، الخلاصَ لِلجَميع. لَم يأتِ ليَدعو الأبرار، بلِ الخطأةَ الذينَ لديهِم التواضعَ والشجاعةَ للتَّوبة.
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يَسُوع، أعطِنا القوَّة لأن نَغفِر، أنتَ الذي قُلت: “سيكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ أَكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يَحتاجونَ إِلى التَّوبَة “.
لِنُصَلِّ
أيُّها الربّ يسُوع،
الذي مُتَّ على الصَّليبِ مِن أجلِنا،
تقبل حياتنا
التي تَقترب مِنك
كعطيَّةٍ دائمة ونهائيَّة.
أَنتَ الذِي تَحيَا وتملك إِلَى دَهْرِ الدُّهُور. آمين.
المرحلة الثالثة عشر
يسوع يُنزَل عن الصّليب
وجاءَ عندَ المساءِ رَجلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامةِ اسمُه يوسُف وكانَ هُوَ أَيضاً قد تَتَلمَذَ لِيَسوع. فذَهبَ إِلى بيلاطُسَ وطَلَبَ جُثمانَ يسوع. فأَمَر بيلاطُسُ بِأَن يُسَلَّمَ إِليه. (مت 27، 57-58)
تأمُّل
نَزلَ رجالٌ يُشبهونَ رُوَّادَ الفَضاء، ويرتدونَ ملابسَ وَاقية وقفَّازات وأقنعةٌ وخُوَذ، مِن سيَّارةِ الإسعاف وأَخذوا جَدّي الذي كانَ يُعاني لبضعة أيام من مشكلة التنفّس.
كَانت آخرُ مَرَّةٍ أرى فِيها جَدّي، إذ تُوفِّيَ بعدَ أيام قَليلة في المستشفى، وأعتقدُ أنَّهُ قَد عانى أيضًا مِن الشُّعور بالوَحدة.
لَم أستطِع أن أكونَ قريبًا منهُ جَسديًّا، وأن أقولَ لهُ وداعًا، وأن أكونَ لهُ عَزاءً.
لقد صلَّيتُ مِن أجلهِ كُلَّ يَوم، وهكذا تمكَّنتُ مِن مُرافقتهِ في رحلتهِ الأرضيَّةِ الأخِيرة.
صَلَاةُ الفِتيَان
نشكركَ يا يَسُوع لأنَّكَ مَنَحتَنا قُوَّةَ الرَّجاءِ بمَوتِك على الصَّليب.
لِنُصَلِّ
أيُّهَا الرَّبّ، الآبُ الصَّالِح،
هَبْنا أن نَشعُرَ بقربِكَ
كحُضورِ مواساةٍ ومُصالحة،
حتَّى اللَّحظة التي، كعطيّة مِن عِنايتِك،
تَدعُونا لنكونَ واحدًا معك.
بالمسيحِ رَبِّنا. آمين.
المرحلة الرابعة عشر
يسوع يُدفَن في القبر
فأَخذَ يوسُفُ الجُثْمانَ ولَفَّه في كَتَّانٍ خالِص، ووضَعَه في قَبرٍ لَه جديد كانَ قد حفَرَه في الصَّخْر، ثُمَّ دَحَرجَ حَجَراً كبيراً على بابِ القبرِ وانصَرَف. (مت 27، 59-60)
تأمُّل
عَزيزي يسُوع، اسمي سَارة، عُمري اثني عشرَ عامًا وأريدُ أن أشكركَ لأنَّك علَّمتني اليَوم أن أفعلَ الخير باسمِ حبِّك. لقَد علَّمتني أن أتغلَّبَ على كُلِّ معاناةٍ مِن خلالِ توكلي عليك؛ وأن أحِبَّ الآخر مِثلَ أَخي؛ وأن أسقُطَ وأَنهَض؛ وأن أخدمَ الآخرين؛ وأن أتحرَّر مِن الأحكامِ المُسبقة؛ وأن أتعرّفَ على الجوهريّ، وأن أوحِّد، قبلَ كُلِّ شيء، حَياتِي معَ حياتكَ كُلَّ يَوم. اليَوم أعلمُ، وبِفضلِ بَادرةِ حُبِّكَ اللَّامُتناهي، أنَّ الموتَ ليسَ نهايةُ كُلِّ شَيء.
صَلَاةُ الفِتيَان
يا يَسُوع، سَاعِدنا ألَّا نَقطعَ صَلواتِنا عِندما نشعرُ بثِقَلِ قُلوبِنا أمامَ حَجَرِ قَبرِك.
لِنُصَلِّ
أيُّهَا الرَّبّ، الآبُ الصَّالِح،
عِندما يُظهرُ لَنا مَسارُ الحياةِ قِصَصًا صَعبة،
أَعطِنا رجاءَ الفِصح،
العبورِ مِن الموتِ إلى القِيامَة.
بالمسيحِ رَبِّنا. آمين.
صلاة ختاميّة
أيُّهَا الرَّبّ، الآبُ الصَّالِح، أَقَمنا هذه السنة أيضًا ذِكرَى دَربِ صليبِ ابنكَ يَسُوع، وقَد فعَلنا ذلكَ بأصوَاتِ وصلواتِ الأطفَال، الذينَ أشرتَ إليهِم بَنفسكَ كمثالٍ لدُخولِ ملكوتِك.
سَاعدنا على أَن نُصبحَ مِثلهُم، صِغارًا، ومُحتاجينَ إلى كُلِّ شَيء، ومُنفتحينَ على الحَياة. وساعِدنا على أَن نَستعِيدَ صفاءَ نظَراتنا وقُلوبنا.
نطلبُ مِنكَ أَن تُباركَ وتَحميَ كُلَّ طفلٍ في العَالم، حتَّى ينموَ في القامةِ والحكمةِ والنِّعمة، لمعرفةِ واتِّباعِ مشروعِ الخَيرِ الذي صَمَّمتهُ لكلّ واحدٍ مِنهُم.
بارِك الوَالِدِينَ أيضًا، والذينَ يتعاونونَ معهُم في تربيةِ أطفالِكَ هؤُلاء، حتَّى يشعرُوا دائمًا بالاتِّحادِ معكَ في مَنْحِ الحياةِ والحُبّ.
بالمسيح رَبِّنا. آمين.