Icône de S. Joseph, par le Fr Jacques Paul Heymans ocd, capture @ carmes-paris.org

يسوع يكرّم والده بالتبنّي

مع القدّيس يوسف، محبّة الكنيسة وخدمتها

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

وضع الأب مانويل ريفيرو الدومينيكي تأمّلاً عنونه يسوع يكرّم والده بالتبنّي، نشره موقع jevismafoi.com. إليكم ترجمة ما كتبه الكاهن المبشِّر، على أمل أن تُساعدنا في تأمّلاتنا خلال هذا الأسبوع المقدّس.

“قبل الوصيّة الخامسة التي توصي بعدم القتل، تطلب منّا الرابعة تكريم الأب والأم.

أمّا الفنّ المسيحيّ في رسومه، فقد مثّل موت القدّيس يوسف مُحاطاً بالعذراء مريم ويسوع. القدّيس يوسف لا يظهر خلال حياة يسوع العلنيّة. لذا، افترض المفسّرون أنّه كان قد مات لمّا بدأ يسوع بتبشيره العلنيّ.

يسوع كرّم والده بالتبنّي في موته. إذْ أتى إلى العالم ليغلب آخر أعداء الإنسان، الموت، مجّد يسوع والده بالتبنّي عبر منحه مشاركته مجده كقائم مِن بين الأموات. لذا، تضع القوانين الكنسيّة القدّيس يوسف بعد العذراء مريم، وقبل تذكارات الرّسل القدّيسين والشهداء.

أحبَّ القدّيس يوسف يسوع، ويسوع أحبّ أباه. يوسف خدم يسوع الذي يُعلن بحسب إنجيل القدّيس يوحنا “مَن خدمني، أكرمه الآب” (يو 12 : 26). إذاً، القدّيس يوسف مُكرَّم مِن قبل الآب والابن والروح القدس… وبهذا، يكون القدّيس يوسف مُكرَّماً في مجد ابنه القائم مِن الأموات في السماء، في الليتورجيا وفي الوجود المسيحيّ. والكنيسة تطلب شفاعة القدّيس يوسف، نموذج الصلاة وتتميم مشيئة الآب في العمل وفي الحياة العائليّة، في السنة المخصَّصة له (8 كانون الأوّل 2020 – 8 كانون الأوّل 2021).

وفي “سنة العائلة” التي ابتدأت في 19 آذار 2021، يلمع تصرّف القدّيس يوسف في ظُلمات الأوبئة والحروب والصراعات العائليّة. ونعرف أنّ أفضل طريقة لتكريم مَن نُحبّهم تقضي بتقليد فضائلهم وأفضل ما لديهم، سواء كانوا أهلاً أو أصدقاء متوفّين أو أفراداً أحياء في بشريّتنا.

إنّ إلهنا هو إله الأحياء وليس الأموات. مَن سبقونا على هذا الأرض يعيشون عبر المسيح القائم من الموت وقُربه. ومَن أحببناهم يبقون أحياء في ذاكرتنا وفي قلبنا، فيما يُلهمون أفكارنا وتصرّفاتنا.

عندما يموت أهلنا وأصدقاؤنا، يتغيّر العالم ولا يبقى كما هو.

اليوم، وبفضل تطوّر الطبّ، أصبحت مدّة الحياة أطول، ممّا يتسبّب أحياناً بتغييرات في العقليّة والتصرّف بالنسبة إلى الإخلاص في الزواج، أو حيال المُسنّين الذين يُعتَبَرون عِبئاً. والبابا فرنسيس يُحذِّر مِن ثقافة القمامة في المجتمع الإستهلاكيّ ومجتمع التسلية والرّغبة. المسنّون غالباً ما يُعانون مِن الانعزال والتخلّي، إلى درجة أنّهم يتمنّون الموت، إذ يُخَيَّل إليهم أنّهم يُزعجون أولادهم وأقاربهم، فيفقدون طَعم الحياة، ويتمنّون الموت.

يسوع الذي كرّم والده يوسف يضرب لنا المثل الذي يجب أن يُحتَذى به.

فلنُصلِّ كي يحترم الأولاد أهلهم ويُكرّموهم.

فلنُصلِّ على نيّة المُسنّين الذين يُعانون مِن الوحدة في دور الاستقبال والعجزة.

ولنُصلِّ كي يتمّ تكريم الموتى في الصلاة خلال القدّاس.”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير