Cross of Christ Jesus - Robert Cheaib

Robert Cheaib CC BY NC - theologhia.com

أربعاء أيوب: ما هو أول شيء يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع كلمة “صبر “؟

أيوب وخبرة الصبر

Share this Entry
هذا ما قالته لي إحدى صديقاتي عندما سألتها ،
“ما هو أول شيء يتبادر إلى ذهنك عندما أقول كلمة ” صبر “؟ وهي التي غالباً ما يُنظر إليها على أنها صبورة جداً أثناء المعاناة. أستطيع أن أفهم ذلك. لا احد يحب الألم.
يعرّف الأب روهر الألم بأنه ذاك الأمر الذي يحدث حين ” تفقد سيطرتك على مجرى الأمور”. ويضيف: “(الإيمان) يوضح لك ما يجب أن تفعله بألمك … فإذا لم نغير هذا الألم ، سننقله بكل تأكيد للآخرين ، وسوف يدمرنا ببطء بشكل أو بآخر … وإذا لم تكن هناك طريقة ما لإيجاد معنى أعمق لمعاناتنا ، والعثور على الله في مكان ما فيها ، و حتى إكتشاف طريقة لإستخدامها من أجل الخير ، فإننا سننغلق على أنفسنا و المحيط … وننطفئ! الروح لا تحتاج إلى إجابات ، إنها تريد فقط معنى ، وبعد ذلك يمكنها أن تعيش.”
رغم ان أيوب يشتهر بالصبر إلاّ أن جوهر خبرة أيوب تكمن في مكان آخر.
عظمة أيوب تجلت بتمسكه بحوار شفاف مع الله . في قمة الأزمات و حين توالت عليه الإتهامات لم يدير ظهره لله بل تحول إلى حوار معه…لم يستغيبه بل ها هو يناديه و يسأله.
والله يجيبه… نعم، بعتابه يؤدي أيوب “أصدق” صلاة له.
وهناك بقرب الرب لم يعد الجواب مسألة ينتظر أيوب أن يسمعها ليفهمها بل أصبح الله نفسه هو الجواب: الحقيقة التي إلتقى بها و إختبرها و أدرك أنها الأعظم… حقيقة لا تلغي لكن تغلب الألم .
في قمة آلامنا و حين بدأ ينهزم صبرنا على أوجاعنا :
هو باب رجاء! فأمام ” سر” الآلام، هناك طريق وحيد للسلام : يكمن في لقاء.
لقاء مع الله، مع من حمل صليب الحب… مع من هو المتألم بإمتياز و لكنه سر انتصار في نهاية الدرب.
اليوم، ونحن لم نعد نحتمل آلامنا ، كل منا – وراء أيوب – فليعيد للرب القريب الذي به وحده العزاء: “بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني” (42: 5)… فبهذا اللقاء سر قوة الأشداء.
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير