“كم أنّ عالم المال هو بعيد عن حياة معظم الناس!” تلك كانت صرخة البابا فرنسيس في فيديو الصلاة لشهر أيار 2021، داعيًا إلى تنظيم المضاربات. ولاحظ: “يمرّ الاقتصاد الحقيقي الذي يخلق الوظائف بأزمة والعديد من الناس هم عاطلون عن العمل، لم تكن الأسواق الماليّة منتفخة كما هي اليوم”.
وحذّر البابا: “عندما لا يتمّ تنظيم المضاربات، يصبح التمويل مجرد مضاربة تدعمها سياسات نقدية معيّنة. هذا الوضع لا يمكن تحمّله. إنه خطير”.
“مرّة أخرى”
دعا البابا إلى تنظيم المضاربة المالية “بشكل صارم”: المضاربة! أنا أصرّ على هذا المصطلح”. وأضاف بأنّ الموارد الماليّة هي أداة لخدمة الناس والعناية بالبيت المشترَك”.
“لنتحرّك! لا يزال لدينا متسع من الوقت للبدء في عملية تغيير عالميّ من أجل اقتصاد مختلف وأكثر عدلاً وشمولاً وأكثر استدامة، من دون إقصاء أحد”.
وهكذا، تلا نيّة الصلاة لهذا الشهر: “لنصلِّ على نيّة أن يتعاون المسؤولون الماليّون مع الحكومات لتنظيم الأسواق الماليّة وحماية الموطنين من المخاطر”.
الفيروس البشريّ الكبير
لاحظ الأب فديريك فورنوس، المدير الدوليّ للشبكة العالمية للصلاة، أنّه “يجب فهم نيّة الصلاة هذه ضمن إطار الأزمة التي نعيشها والتي سلّطت الضوء على التفاوت الكبير الموجود في العالم”.
وذكّر بأنّ البابا يؤكّد أنه “بهدف الخروج من الجائحة، علينا أن نجد العلاج لفيروس كورونا إنما للفيروسات البشريّة الكبيرة والاقتصادية الاجتماعية التي تنمو على أساس غير عادل وغير مستدام”.
“لِمَ الصلاة على هذه النيّة؟ للاستعداد للمستقبل، علينا أن “نبقي نظرنا ثابت على يسوع الذي يخلّص ويشفي. إنّ الصلاة على ضوء الإنجيل يساعدنا على النظر إلى العالم على مثاله، والعيش بحسب أسلوب ملكوت الله، ويكون التنظيم الاجتماعي على أساس المساهمة والمشاركة والتوزيع المتكافئ، وليس على أساس التملّك والإقصاء والتراكم”.
