Le Card. Sako, 6 Mars 2021, Bagdad, Capture @ Vatican Media

شهران على زيارة البابا إلى العراق: هل من ثمار؟

الجزء الثاني من مداخلة الكاردينال ساكو أثناء المؤتمر الذي نظّمته أعمال الشرق

Share this Entry

نعرض لكم الجزء الثاني من مداخلة الكاردينال ساكو أثناء المؤتمر الذي نظّمته أعمال الشرق L’Oeuvre d’Orient بمشاركة المونسنيور بسكال غولنيش، يوم الثلاثاء 11 أيار 2021.

دور العلمانيين

“إنّ للعلمانيين حضور كبير في حياة الكنيسة”: هذا كان جواب الكاردينال ساكو حين سُئل عن دور العلمانيين، لمناسبة إصدار الإرادة الرسولية للبابا فرنسيس حول “خدمة التعليم المسيحي”.

بالنسبة إليه، إنّ دور العلمانيين في العراق هو أساسيّ، لاسيّما في التعليم المسيحي، التنشيط الاجتماعي ومرافقة المخطوبين وصولاً إلى الزواج.

يدرس البعض علم اللاهوت في كليّة أربيل، ويدرّسون التعليم المسيحي حتى في المدارس الحكومية. إنهم ملتزمون في حياة البلاد مثل دور المرأة المسيحية على سبيل المثال، في تعزيز حقوق المرأة والطفل: “إنهنّ رائدات ومقدَّرات”.

شهد على القرب الذي يعيشه بكونه راعٍ للمؤمنين: “نحن نشعر بأننا عائلة واحدة: الأسقف والبطريرك هو أب وليس مديرًا. إنه قريب من الناس. كلّ يوم أحد، أذهب إلى الرعية لأصغي إلى الصعوبات والطلبات ولمساعدتهم. بيتي مفتوح للجميع، لتقديم أي مساعدة، لحلّ أي مشكلة في العمل: إنها الكنيسة التي تبحث عن حلّ سليم (…) نحن لسنا منزوين في بيت أو قصر: ليس لدينا أيّ قصر”.

إعادة بنيان التراث والإنسان

عندما سُئِل البطريرك ساكو عن إعادة بنيان التراث المسيحي في العراق، أفاد بأنّ ترميم الكنائس الأربع التي زارها البابا في الموصل قد ساهمت به السلطات. إنما بالنسبة إلى البطريرك، إنّ هذا ليس أولويّة لأنه يوجد عدد قليل من المسيحيين في الموصل. بالنسبة إليه، إنّ الأولويّة تكمن في بنيان الإنسان العراقيّ حتى يكون منفتحًا، متوازنًا وغير متعصّب”.

نشعر أنه للمرة الأولى، يكون التراث المسيحي جزءًا من التراث العراقيّ. فعلى سبيل المثال، في أور، نحضّر مركز سياحيّ وفي بغداد، نرمّم كنيسة تعود إلى نهاية القرن الأوّل وبداية القرن الثاني حيث بشّر القديس توما بالإنجيل، وأضاف البطريرك أنّ “العراق مختلف عن غيره من البلدان والكنيسة لا تمانع أبدًا من إعادة بنائه.

لاجئو العراق

أجاب البطريرك على سؤال الذي طُرح عليه بشأن عودة اللاجئين الذي غادروا العراق: “تعتمد العودة إلى العراق على ظروف الحياة… لا توجد خدمات كثيرة. من الصعب أن نطلب من المسيحيين العودة في ظلّ هذه الظروف. ربما لاحقًا”.

يجب ألاّ ننسى العراق ولا إيمان العراقيين، بل يجب الاحتذاء بمثال المسيحيين وأمانتهم حتى بذل الدم”. وذكر 120 ألف مسيحي الذين غادروا قره قوش في ليلة واحدة.

“يعرفون كيف يسامحون”

حول سؤال المسامحة، أجاب البطريرك من دون تردّد: “منذ البداية، عرفوا أن يسامحوا، هم يصلّون الأبانا ويدركون ذلك. لم نجد يومًا مسيحيًا ينتقم ولفتة الغفران هذه هي معروفة كثيرًا والمسلمون يقدّرون ذلك. لهذا استطاعوا أن يعودوا إلى سهل نينوى وكرمليس وقره قوش. عادوا ليعيدوا البناء، ليجدوا تعايشًا مشترَكًا متناغمًا. لا شكّ عندي أبدًا”.

تذكّر المونسنيور غولنيش المرأة المسنّة في سهل نينوى التي كانت تتلو الأبانا باللغة الآرامية وتسأل: “صلوّا من أجلي حتى أستطيع أن أسامح، أريد أن أسامح”. وكانت قد طُردت من بيتها في داعش منذ ثلاثة أيام. وتساءل المونسنيور غولنيش: “هل نحن قادرون على القيام بذلك في فرنسا؟”

الصلاة من أجل الغرب

أضاف الكاردينال ساكو أنّ مسيحيي العراق يصلّون من أجل مسيحيي الغرب حتى “يعيدوا إيجاد مخزون الإيمان بطريقة أعمق وأن يلتزموا في عيش هذا الإيمان ويخرجوا من مجتمع لامبالٍ”.

شدّد على أنّ مسيحيي الغرب “قد دعموا مسيحيي الشرق ويجب ألاّ ننسى ذلك أبدًا. تمنى عملاً سياسيًا واجتماعيًا في الوقت نفسه لنقول بإنّ المسيحيين هم “مواطنو هذه البلاد ويجب احترام حقوق الإنسان”.

لقراءة الجزء الأوّل، أنقر على الرابط التالي:

شهران على زيارة البابا إلى العراق: كيف كان وقع خطاباته على العراقيين؟

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير