لأنّها تنال من ابنها كلّ ما نفتقر إليه من النّعم، لخلاصنا…
من التجأ إلى مريم لا يخيب…
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
مريم… عطر بركة، وحبّ يفوح في بيوتنا… نعمة من السّماء أهدانا إيّاها الرّبّ… مصدر راحةٍ لآهاتٍ نصعدها، وابتسامة رجاء تبدّد همومًا نحياها…
مريم الرّؤوف، والحنون… أمّنا السّماويّة…مع كلّ نورٍ صباحيّ، نهديكِ باقات نوايانا … من ضعفٍ، وألمٍ، وانكسارٍ… من فرحٍ، وحبّ، وأملٍ…
نلقي بذواتنا بين أحضانك، لتسير يوميّاتنا نحو خلاصٍ نريده، ونبتغيه.
كان أبونا يعقوب على ثقة كبرى أنّ مريم تعلم احتياجاتنا، وأحزاننا ، وتجاربنا، وكسلنا، وانكسارنا. تشاهد معاركنا، وانتصاراتنا، وحبّنا لله. مريم ترى كلّ ذلك لا بقوّتها الذّاتيّة، بل بقوّة الله الّذي يريها كلّ ذلك. وكما كانت على الأرض حاضرة لحاجات النّاس، حيثما وجدت، في عرس قانا، في عين كارم عند أليصابات، وأظهرت شفقتهاعلى الجميع، هكذا هي الآن معنا، تساعدنا، وتتشفّع بنا.
إنهّا الأم اليقظة، والحاضرة دومًا…
إنّها الواقفة إزاء صليب ضعفنا، وألمنا لتمدّنا بالقوّة…
إنّها اليد التّي تمسك بنا، كي لا نقع…
بمعونتها، سنعاين جمال وجه الرّبّ…
إنّها قنديل الطّريق الّذي سيوصل إلى نور الغاية الحقيقيّة، معها سنرسو في ميناء الأمان…
من التجأ إلى مريم لا يخيب…لأنّها تصلّي من أجلنا…
مع كلّ نفس نتهّده… فلنصرخ “يا مريم”
لأّنّك أمّ الله، وأمّنا…. همّك الوحيد الإصغاء إلينا…
لن يدمّرنا الخوف،إن اتّكلنا عليكِ، يا أمّ يسوع…
لن نسقط في الخطيئة، إذا عرفنا كيف ننظر إليك، ونلتمس منك نعمة التّواضع، والخدمة، والفرح، والإيمان بتحقيق مشيئة الرّبّ الّتي تعدّ لنا الخلاص، والقيامة….