Bible - AgnieszkaMonk - Pixabay - CC0

القديس يوسف البار وقايين

قايين يقتل، يوسف يحرس

Share this Entry

نرى في حياة القديس يوسف البار موقف يشبه موقف قايين ولكن مع فرق العمل لسماع صوت الله. فقايين قتل هابيل والقديس يوسف كان حارسًا لمريم العذراء والطفل يسوع. ونجد في بداية الخليقة حوار قايين وهابيل، والله يعطي لقايين تنبيه على الخطية يقول له : فقال الرب لقاين:” إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا». وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟» (تك  4: 6- 9).

سؤال طرحُه الله على الإنسانية منذ القدم، فى سؤاله لقايين أين أخوك هابيل؟ وكان رد الإنسان “لا اعلم أحارس أنا لأخي”؟ ونرى في حياة القديس يوسف صورة الخليقة الجديدة التي أصغت إلي صوت الله. تراءى ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له: “قم فخذ الطفل وأمه وأهرب إلى مصر وأقم هناك حتى أعلمك، لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ليهلكه” (مت 2: 13).

ويقول الكاردينال الأفريقي روبرت سارا: “أن هدف وجود الإنسان هو العيش وفقـاً لقوانين الله. إذا فقد الإنسان هذا السبب يتحول مثل سفينة بلا دفة، وسرعان ما سيصطدم بصخور الأنانية واللامبالاة من هذا التصادم ترتفع الصرخات. والصرخة، قد تنبع من التعذيب، والظلم، الاتهامات الباطلة، التزوير، الافتراء”.

مريم العذراء والطفل يسوع في أشد الحاجة إلى حماية لهم من المجتمع وظروف الحياة. فالله يختار القديس يوسف لكي يكون حارسًا لهم ويحافظ على حياتهمًا ويصون طهارة القديسة مريم ويدبر حياتها، فالله إختار رجل فاضل لكي يدافع عنها من  كل شر وضرر وكل تهمة، من أفواه الأشرار. والقديس يوسف يصغي إلى صوت الله من خلال الملاك «يا يوسف إبن داود، لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك. لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس » (مت 1: 20). بدأت حراسة القديس يوسف لمريم العذراء جاءت بعد بشارة الملاك وكرس حياته للعائلة المقدسة حفاظاً عليهم من مواجهة الصعوبات والعواصف التي تهب عليهم من المجتمع.

القديس يوسف هو الحارس في الخليقة الجديدة،  سمع صوت الله، عكس ما فعله  قايين لم يقدر أن يعيش ويحافظ على أخيه الإنسان.

قايين قتل هابيل ومن ذلك الوقت انتشر القتل والعنف والكراهية إلى يومنا هذا. ومع القديس يوسف البار الذي كان حارسًا على أسرة صغيرة أصبحَ الآن هو شفيع الكنيسة جمعاء. كما أعلنه البابا بيوس التاسع  في عام  1870 م  اثناء المجمع الفاتيكاني الأول. والبابا القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته حارس الفادي. أن القديس يوسف كما تعهد مريم بعناية خاصة وبفرحِ لتربية يسوع المسيح، كذلك هو الحارس وحامي جسده السرّي أي الكنيسة التي العذراء صورُتها ومثالها.

 الله أعلن لقايين أن ينتبه من الخطية وإن لم تحسن أفلا تكون الخطيئة رابضة عند الباب؟. ولكن مع ضعف قايين إنجرف وراء الخطية وقتل أخوه. عكس ذلك القديس يوسف البار سمع صوت الله وعمل به.

الله أئتمن القديس يوسف على السر الإلهي بجانب مريم ويشترك في مرحلة القمة لهذا الكشف، كشف الله عن ذاته في المسيح، وهو يشترك فيه منذ أول مطلعه. وحارسته هي أيضًا عمل في مشاركة مشروع الله.

فالقديس يوسف شارك أم الله إيمانها وحارسته نابعة من إصغاء لصوت الله، بقوله لا تخف يا يوسف. وضع حياته تحت التصرف الإلهي. حراسته نابعة من مشاركة عمل الله الخلاصي ويوضح لنا الكاتب البولندي يان دوبراشينسكي حياةَ القدّيس يوسف بشكل رواية في كتابه “ظلّ الآب”.

 وقد أستخدم  صورة الظلّ الموحية لكي يصوّر يوسف، الذي هو ظلّ الآب السماوي على الأرض بالنسبة ليسوع: يحرسه ويحميه، ولا ينفصل عنه أبدًا ليتبع خطاه. هذا ما ذكّر موسى به إسرائيل: “كما رأَيتَ في البرِّيَّة كَيفَ أن الرَّبَّ إِلهَكَ حَمَلَكَ كما يَحمِلُ، المَرءُ وَلَدَه في كلِّ الطَّريقِ” (تث 1: 31) هكذا مارس يوسف الأبوّة طوال حياته.

اليوم

  • القديس يوسف هو قايين الجديد المصغي إلى صوت الرب.
  • القديس يوسف هو كل إنسان يعيش بمبادئ الإنسانية.
  • القديس يوسف هو كل إنسان يضحي بحياته في سبيل أسرته.
  • القديس يوسف هو كل إنسان ينقذ حياة إنسان من الموت والخروج من الخطية.
  • القديس يوسف هو كل إنسان يعيش آمين في دعوته.
  • القديس يوسف هو كل إنسان يعيش من أجل ملكوت الله.
  • القديس يوسف هو كل إنسان يعيش على حسب قلب الرب.
  • القديس يوسف هو كل إنسان راكع ويصلي أمام القربان الأقدس.
  • القديس يوسف هو أنا وانت، عندما نسهر ونحرس الأخرين، ونعيش حياة الشركة وكأسرة واحدة في البيت المشترك أي أمنا الأرض.

قايين رفض الحب أي قبل الحقد والكراهية في قلبه ونتج من ذلك الموت، فضل أن يعيش في الظلمة أكثر من النور. وفي تعليم الكنيسة الكاثوليكية رقم 1873 يقول: “أصل كل الخطايا هو قلب الإنسان”. ومن فيض القلب يتكلم اللسان . والقديس يوسف عاش حياته وقلبه كما  يريده الله لذلك اختاره الله لكي يكون هو الحارس للأبن المتجسد  وأمه مريم العذراء. لذلك نطلب شفاعته ويحرسنا من كل شر ويحرس الكنيسة جمعاء.

من كتاب  القديس يوسف البار

شفيع الكنيسة والحارس  (تحت الطبع)

Share this Entry

الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير