Saint Joseph, photo taken by Robert Cheaib, Pixabay, CC0

أيّها الشّبّان، والصّبايا…اقتدوا بيوسف، وبطهارته

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 

“أيّها الشّبّان، والصّبايا…اقتدوا بيوسف، وبطهارته…

تزيّنوا بزنبق العفّة، تنالوا نظيره الموت بين يدي يسوع، ومريم…”

                   ” ابونا يعقوب الكبّوشيّ”

                                       

     ذاك كان صمت القدّيس يوسف…. قدّيس يتأمّل…

لم يتفوّه بكلمة، عاش مشيئة الرّبّ بتأمّل عميق، وباستعدادٍ مندفع، يقوده النّور الإلهيّ إلى فرح الخلاص…

يعتبر الكبّوشيّ أنّ القدّيس يوسف قدوة كاملة بالنسبة إلينا، لأنّه مارس الحياة المسيحيّة بكاملها. فالحياة المسيحيّة غير متوقّفة، كما يظنّ البعض، على الصّوم، والتّقشّف، وتلاوة الصّلوات، هذه كلّها ممارسات شريفة تساعدنا على أن نحيا حياة مسيحيّة، لكنّها ليست بالحياة المسيحيّة عينها… فالحياة المسيحيّة قائمة على محبّة الله، ومحبّة القريب….

هكذا عاش القديس يوسف الحبّ، عاش التواضع، والأمانة، والطّاعة …

عاش العفّة، والشّرف، وذاق التّضحية، والتّربية….

لأنّ العناية الإلهيّة زودّته بالإيمان، والقوّة، وأبعدته عن الخوف…

 “يا يوسفُ بنَ داوود، لا تخفْ أن تأخذَ مريمَ امرأتَك، فالمولودُ فيها إنّما هو من الرّوح القدس.”

(متّى1: 21-22)

هذا هو حبّ الرّبّ الّذي يعطي الأمان، ويزيد الثّقة… ذاك هو النّور الّذي يضيء البصيرة لتدرك سِعة المحبّة الإلهيّة الّتي لا تريد إلّا الحبّ، والخير…

“الله لا يتركنا وحدنا، يرافقنا عبر وجوده ، في جميع الظّروف، في الفرح كما في الألم، هو عمّانوئيل” (البابا فرنسيس.)

ويوسف طاع… وضع ذاته في خدمة المشيئة الإلهيّة، ومدّ يده لينتشله الرّبّ من خوفه، أصغى إلى كلمة الرّبّ، وتزوّد بالإيمان الّذي يبدّد كلّ قلقٍ، وشدّة.

“إنّه مع مريم المؤتمن الأوّل على السّرّ الإلهيّ، والمشارك في المرحلة الحاسمة من وحي الله، في المسيح يسوع. لقد قدّم يوسف لله ذاته، وقلبه، وطاقات حبّه كلّها، واضعًا إيّاها في خدمة المسيح الّذي ولد في بيته.” (الخوري أنطوان القزّي.)

مع شعاع الخلاص، سنقوى…

على مثال القديس يوسف، سنتأمّل بعمق، ونصغي إلى وعدِ الكلمة، ونستعدّ لنعبر نحو ميلاد الحبّ….

 على مثال الطّوباويّ يعقوب، سنثق بالعناية الإلهيّة…

 سنثق بالرّبّ… وحده القادر على انتشالنا من كلّ ما تفاجئنا به الأيّام، والظّروف…

عمّانوئيل… يا ربّ أنت معنا، لا تنعس، ولا تنام، أنت ساهر… تحمينا بعين الرّأفة، والرّحمة. ساعدنا لنثبت فيك، ونمحو من قلوبنا، كلّ ما يرمي بنا في لجاج الخوف، والشّك، عندها نستعدّ لميلاد السّلام، والرّجاء…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير