“إسمحوا لي أن أعانق كلّ الأمهات والآباء في تارانتو الذي بكوا أو يبكون موت ومعاناة أولادهم”، هذا ما صرّح به البابا فرنسيس في رسالة فيديو وجّهها إلى المشاركين في الدورة الافتتاحية للأسبوع التاسع والأربعين للكاثوليك الإيطاليين، التي نُظِّمت في جنوب الجزيرة، في تارانتو، يوم الخميس 21 تشرين الأوّل حتى 24 منه.
في الواقع، تشتهر تارانتو في إيطاليا بفضيحة بيئية. بالفعل، في العام 2008، شجب فيلم وثائقي التلوّث بالديوكسين بعد أن نُقل حوالى 1700 نعجة وحمل إلى المسلخ.
في العام 2012، تم وضع جزء من موقع Ilva de Taranto الصناعي – وهو الأكبر في أوروبا مع خمسة أفران – تحت الحراسة القضائية من قبل محكمة المدينة بسبب “كارثة بيئية”: قبل عام، أشارت دراسة علمية إلى زيادة معدل الوفيات بنسبة 10٪ و15٪ أعلى من المعدّل السابق، بسبب تأثير مصانع فحم الكوك. وقد حوكم ثمانية من زعماء إيلفا.
أعلنت القاضية باتريسيا توديسكو أن: “الانتشار الهائل للمواد الضارة في البيئة الحضرية لا يزال يتسبب في خطر جسيم على الصحة” ، وهو يؤدّي إلى تزايد “حالات المرض والوفاة”، لأن “من قاموا بإدارة شركة Ilva قد استمرّوا في هذا النشاط الملوث بضمير وإرادة بسبب منطق الربح، متجاهلين قواعد السلامة الأساسية”.
في تموز 2012، طالب البابا بنديكتوس السادس عشر بنفسه من أجل البيئة والعدالة الاجتماعية أن يسيروا جنبًا إلى جنب، معربًا عن قلقه بشأن عمل موظفي Ilva.
وأما البابا فرنسيس فيصرّ بحق على أنّ “البيئة والعمل والمستقبل” ليست معارضة، لأنّ “كل شيء مرتبط”. وهو يوجه رسالة خاصة للشباب.
كما أرسل البابا فرانسيس سابقًا رسالة مكتوبة، أطول بكثير، لهذه المبادرة نفسها، يدعو فيها إلى “ارتداد”، من أجل “إيكولوجيا القلب”. هذا يعني ما إذا كان البابا فرنسيس يولي أهمية لمظاهرة ألهمته رسالتين، نشرهما الفاتيكان في اليوم نفسه في 21 تشرين الأوّل.