FCL

أبونا يعقوب: هل يجوز أن نسكن نحن أجمل الغرف، ونضع المرضى في الغرف الأخرى؟

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبّوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

” هل يجوز أن نسكن نحن أجمل الغرف، ونضع المرضى في الغرف الأخرى؟ حتّى غرفتي هذه، إن احتجتِ إلى غرف للكهنة، خذيها لهم…”

                                                 أبونا يعقوب الكبّوشيّ

هكذا أجاب أبونا يعقوب الرّئيسة العّامة لراهبات الصّليب، حين حاولت إقناعه بالانتقال إلى غرفة أفضل ، بعد اكتمال بناء دير الصّليب. فقد أصرّ الكبّوشيّ، من أراد التمثّل بفقر فرنسيس، وبفقر معلّمه الأوّل يسوع، أن يبقى في غرفته الفقيرة، والمنزوية…

إنّه ذاك المكان الّذي فاحت فيه طيوب القداسة… إنّها الغرفة المتواضعة، والبسيطة، إنّها الغرفة- العرش المرصّع بنورانيّة التّقوى، والفقر، والعفّة…. إنّه ذاك المكان … حيث عاش أبونا يعقوب الحياة الحلوة…

إنّه النّذر، لا بل إنّها الفضيلة الكبرى…

إنّها فضيلة الفقر، التي تجعل النّفس غنيّة، رشيقة، لا تثقلها المادّة، ولا التعلّق بما هو أرضيّ…

ترك كلّ شيء، وتبع الرّبّ، تخلّى عن كلّ ما يملك، ليلتحف بالإيمان ملاءة حبّ، وفرح، وخلاص…

كان يدعو إلى ممارسة الأشياء، كما يمارسها المسافر الموجود في الفندق. الأمتعة موجودة في غرفته، لكنّها ليست له. بعد مضيّ مدّته يخرج، ويترك ما فيها لمسافرٍ آخر، يحلّ محلّه…

نعم ، إنّها الرّوحانيّة الكبّوشيّة … إنّه الفرح الكامل بعيش التّخلّي، والفقر، ومحبّة القريب…

عاش أبونا يعقوب فقيرًا، عاش فرح الخدمة، والتجرّد… حقّق أحلامه في فرح القريب، وفي بذل الذّات من أجل الآخر… نام يومًا في السّكرستيّا، وترك غرفته لراهبٍ فرنسيسكانيّ زاره…

نعم… لقد كان الكبوشيّ الفقير، أغنى الأغنياء لأنّه عرف كيف يسكن في ظلال العناية الإلهيّة، ويصغي إلى كلمة سيّده، ويحيا فرحها…

يا سيّدي يسوع… نحن  نبحث، ونجاهد دومًا، لنحيا الحياة الحلوة…

نريد الرّاحة ، والرّفاهيّة… نتعب كثيرًا لنبتعد عن ما يتعبنا…. نتنقّل في أمكنة كثيرة، وندور، ونبحث عن المكان الأكثر فرحًا، وندور في حلقة مفرغة من السّعي، الذي لا يوصلنا إلى ما نريد…

يا سيّدي يسوع، نحن بأمسّ الحاجة إلى  اختيار مكان الفضيلة… نحن بأمسّ الحاجة إلى الاغتناء، بفرح كلمتك…

 ساعدنا يا ربّ كي نجعلك وحدك المكان المرجوّ، وغايتنا المرجوّة، ساعدنا كي نستظلّ بستر جناحيك… نقترب منك…نحتمي بك…  نرتاح معك، فنغتني بك، ونعرف عندها حلاوة الحياة…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير