Giacomo-Carena-Flickr-CC-BY-ND

الشفاء من ألم الذكريات

الجزء الأوّل من المقالة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
كثيرًا ما نتعرّض بالحياة إلى جروحات عديدة، تحطّمنا، تقتلنا من الداخل في وقتها. ولكن للأسف عندما نستيقظ في كل صباح، هذه الذكرى تأتي من جديد على فكرنا، ويأتي معها الألم والوجع…
صحيح الذكرى ستبقى وهذا طبيعي جدًا، ولكن لا يجب أن يبقى الألم!
فكيف يكون الشفاء؟
يجب أن يكون واضح، الذكرى لن ننساها أبدًا، ولكن الألم، لا يجب أن يستيقظ معنا، يوميًّا…
أمام الجروحات القاسية بالحياة، كخيانة حبيب أو طعنة صديق أو موت شخص…
هناك مراحل خمس يجب أن يمر بها “المجروح” لكي يصل إلى الشفاء:
– المرحلة الأولى: “الرفض”.
على سبيل المثال، خيانة الحبيب: لماذا فعل بي ذلك؟ لا أصدّق أنه خانني؟ لا أصدّق بأنه بعد كل ما قدّمت له قد فعل ذلك بي؟ لا أصدّق بأن هذا هو الإنسان الذي أحببته؟ لا، كل هذا ليس بحقيقة!
أما بالنسبة للموت: لا أصدّق أن إبني مات؟ لا أصدّق بأنه رحل؟ لا أصدّق، بالأمس لم يكن به شيء؟ وتبقى الأم كل يوم منتظرة بأنّ إبنها سيدخل من البيت.
تنتهي هذه المرحلة، عندما يقف “المجروح” ويقول “نعم، لقد خانني الحبيب” أو عندما تقول الأم “نعم، لقد مات إبني”. عندما يعترف “المجروح” بحقيقة ما حدث… يعترف “بالجرح” فكريًّا وعاطفيًّا…
(الخطورة أن يبقى المجروح عالقًا في مرحلة الرفض، فيصبح هذا الإنسان معقّد من شيء ما، على سبيل المثال لا يحبّ أبداً في حياته، لأن الكل خائن، أو تبقى الأم محافظة على غرف إبنها، ترتبّها لأن إبنها آتٍ…)…
– المرحلة الثانية: “الغضب”.
لأن “المجروح” قد اقتنع بأن الحبيب مثلًا قد خانه، فيبدأ يصبّ الغضب عليه، آه إني اكرهه أتمنى لو أستطيع قتله، إذا رأيته لا أعرف ماذا أفعل؟ هو لم يعرف من أنا بعد؟ لن أدعه يتهنّى بحياته أبدًا…
أمام الموت، يصبّ المجروح غضبه على من سببّ الموت لإبنه، مثلاً على الشخص الذي قتل إبنه، أو على الحكيم الذي قتل إبنه، أما إذا كان الموت طبيعي، من دون سبب، فيصبّ “المجروح” غضبه على الله، لماذا أخذته؟ لماذا؟ أكرهك يا الله، فنرى الأم أمام نعش إبنها تصرخ على الله وتلومه.
تنتهي هذه المرحلة عندما يقول لن “أعامله بالمثل بل سأبقى أحسن منه” (الخيانة)، أو هذه الحياة، إبني مات، والحياة يجب أن تستمرّ.
(الخطورة أن يبقى الإنسان عالقًا في هذه المرحلة، فيكون “آلة قاتلة” قد يصل إلى وقت يقتل به الشريك الذي خانه، أو أن يعرّضه لأذى ما، أو أن ينتقم من حاله تحت شعار أنّه يتخايل الآخر متألم وقد يصل إلى الإنتحار كمثل الأشخاص التي تتعرض لإغتصاب أو تحرّش…، أو أن يصبح غير مؤمن لأن الله قاتل أو ظالم أو…).
(يتبع)
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير