“كرّس لي البابا فرنسيس الكثير من الوقت ليُخبرني شخصيّاً عن ذكرياته ودَينه الروحيّ حيال الأب بوتزولي الساليزي”: هذا ما أخبره الصحافي فيروتشو بالافيرا لمناسبة صدور كتابه “جعلتُ من البابا مسيحيّاً” حول مَن طبع بعمق – عبر كلمته ومِثاله – روحانيّة البابا الأرجنتيني وتنشئته المسيحيّة، أي المرسَل الإيطالي إنريكو بوتزولي.
في التفاصيل، سيجري عرض كتاب الأب إنريكو بوتزولي الذي عمّد خورخي ماريو برغوليو، وذلك في روما بتاريخ 12 تشرين الثاني (عند السادسة والنصف مساء في الجامعة الحبريّة)، بحضور الكاردينال تاغل، الوزير الإيطالي لورينزو غويريني، والأب أرتيم، بحسب ما أشار إليه بيان صدر عن مكتبة الفاتيكان ودائرة التواصل يوم الاثنين 8 تشرين الثاني، كما كتبت الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسيّ.
والكتاب، بعد أن نشرته مكتبة الفاتيكان، يُعيد رسم حياة الأب بوتزولي المُرسَل الساليزي الإيطالي الذي عمّد خورخي ماريو الصغير، والذي كان أيضاً مُعرِّفه وأباه الروحيّ طوال سنوات، ومَن شجّع رسالته لدى اليسوعيين خاصّة وأنّه كان صديقاً للعائلة.
وقال بالافيرا: “عندما عرف البابا فرنسيس أنّني أؤلّف كتاباً حول الأب بوتزولي، تحلّى باللطف كفاية لدعوتي إلى دار القدّيسة مارتا في الفاتيكان. وكرّس لي الكثير من الوقت ليُخبرني شخصيّاً عن ذكرياته ودَينه الروحيّ حيال الأب بوتزولي. في مناسبات عديدة، تكلّم علناً عن امتنانه حيال هذا الكاهن الساليزي الذي كان يُجسّد روح دون بوسكو: متكرّسٌ كبير حيال كهنوته، عاطفته بالفطرة حيال الشباب، عامِل لا يتعب ومرح دائماً جاهز للمزاح”.
بالنسبة إلى الأب الأقدس الذي مدح مراراً الأب بوتزولي مُرشده الروحيّ ومُعلِّمه في نموّه البشريّ، “كان رسولاً كبيراً في كرسي الاعتراف”. وخلال لقاء مع عائلة الأب بوتزولي في آذار 2014، كان البابا قد تكلّم عن أبيه الروحي السابق “كنموذج للحياة الكهنوتيّة” والذي ترك فيه “أثراً لا يمكن محوه”.
في السياق عينه، كان البابا قد كتب رسالتَين تتضمّنان “ذكرياته الساليزية” لاسيّما لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لوفاة الأب بوتزولي، تطرّق فيها إلى الشخصيّة والدور اللذين لعبهما المرسل الإيطالي في حياته وحياة عائلته، خاصّة لحظة تمييز دعوته للحياة الكهنوتيّة.