يذكرنا الكتاب بأن وصف الروح هو الأصعب دائمًا ، لأن “الروح يهب حيث يشاء” (يوحنا 3: 8 ) إذاً الرسالة واضحة: لا تحاول أبدًا التحكم في الروح وتقول من أين يأتي ، وإلى أين يذهب، أو من يمتلكه. لذا عندما نقول إن “جماعتنا ” هي الوحيدة التي لديها الروح أو الحقيقة نقع ب “النرجسية الجماعية”. و حين نقصي الآخرين عن حياتنا، ونظن أن الآخر لا يمكن أن يعلمنا أي شيء أو يغيّر فينا أي شيء إيجاباً، نضحي أموات روحياً. نحن في جوهرنا مثل الثالوث، نعيش في ارتباط مطلق.
هو الحب. ونحن قد خلقنا من أجل الحب. علاقة المحبة هي النمط و طبيعة الوجود بالنسبة لنا. وبعيدًا عنها نموت حتماً كالأغصان المقطوعة عن الشجرة. فعلّنا ندرك هذا سيّما أن بعضنا يضع الله في جيبه و يجعل رضاه حصرياً له و لجماعته. فإن هنا مقاربة لا علاقة لها بالمحبة و لا حتى بالحكمة … هي ليست بحثًا عن الحقيقة أو عن السر المقدس ، إنما هي بحث عن السيطرة وعن الذات الصغيرة التي تقف وحيدة متناسية هويتها التي تدعوها الى الشركة والعلاقة الحميمة.
اليوم نحتفل بعيد الدنح أو الظهور الإلهي، هي وقفة تدفعنا أن نسأل عن مدى إنفتاح قلوبنا لهذا النور البهي. وفي هذا الزمن الضبابي هل نعكس ضياء الرب كمنارة ؟ نقول الحقيقة بشجاعة و لكن لا ننسى أن نلتزم بمواعيد معموديتنا التي تنقلنا من الأنا المقفلة المميتة الى الأخرية المنقذة . في زمن الشح والقلة هذا، هل نحن -كأفراد و جماعات بعيداً عن المصالح الضيقة والحملات الإعلامية – نحرص على أن نكون أغصان مثمرة معطاءة؟ … حبذا!!