Voeux Au Corps Diplomatique, Salle Des Bénédictions, 10 Janvier 2022, © Vatican Media

الهجرة: البابا يدعو إلى التغلّب على اللامبالاة

في خطابه أمام السلك الديبلوماسي

Share this Entry

“يجب التغلب على اللامبالاة ورفض الفكرة أنّ المهاجرين هم مشكلة لغيرنا”. هذا ما قاله البابا فرنسيس في خطابه الطويل الذي تلاه يوم الاثنين 10 كانون الثاني أمام السلك الديبلوماسي. وأضاف: ” يمكن رؤية نتيجة هذا الموقف في تجريد المهاجرين من إنسانيتهم،حين يُجَمَّعون في بعض ”النقاط الساخنة“، وحيث ينتهي بهم الأمر إلى أن يكونوا فريسة سهلة للجريمة وللمتاجرين بالبشر، أو يحاولون الهرب يائسين، وتنتهي محاولتهم أحيانًا بالموت. للأسف، يجب الإشارة أيضًا إلى أنّ المهاجرين أنفسهم يتحولون غالبًا إلى سلاح للابتزاز السياسي، إلى نوع من ”سلعة للمساومة“ تحرم الإنسانَ كرامتَه.

في هذا المقام، أريد أن أجدّد شكري وتقديري للسلطات الإيطالية، التي تمكن بفضلها بعض الأشخاص من القدوم معي إلى روما من قبرص واليونان. كانت لفتة بسيطة ولكن لها دلالتها. إلى الشعب الإيطالي، الذي عانى كثيرًا في بداية الجائحة، ولكنّه أظهر أيضًا علامات مشجعة على التعافي، أتمنّى ىأن يحافظ دائمًا على روح الانفتاح السخي والتضامن الذي يميزه.

في الوقت نفسه، أعتقد أنّه لمن المهمّ أن يجد الاتحاد الأوروبي تماسكه الداخلي في التعامل مع الهجرة، كما استطاع أن يكون في مواجهة عواقب الجائحة. من الضروري إنشاء نظام متماسك وشامل لإيجاد السياسات اللازمة للتعامل مع الهجرة وطالبي اللجوء، فيتمّ تقاسم المسؤوليات في استقبال المهاجرين، وإعادة النظر في طلبات اللجوء، وإعادة توزيع ودمج كلّ الذين يمكن قبلوهم. القدرة على التفاوض وإيجاد حلول مشتركة هي إحدى نقاط القوّة في الاتحاد الأوروبي، وهو بها نموذج صالح لمواجهة التحديات العالمية التي تنتظرنا.

ومع ذلك، فإنّ الهجرة لا تخص فقط أوروبا، ولو أنّها معنية بصورة خاصة بموجات اللاجئين القادمين من كلّ من إفريقيا وآسيا. شهدنا في السنوات الأخيرة، الهجرة الجماعية للاجئين السوريين، والتي أضيف إليها في الأشهر الأخيرة اللاجئون الذين فرّوا من أفغانستان. وينبغي ألّا ننسى الهجرات الجماعية في القارة الأمريكية، والتي تشتد على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية. العديد من هؤلاء المهاجرين هم من الهايتيين الفارين من المآسي التي عصفت ببلدهم في السنوات الأخيرة.

قضية الهجرة، وكذلك الجائحة وتغيّر المناخ، تُظهر بوضوح أنّه لا يمكن لأحد أن ينقذ نفسه وحده، أي أنّ التحديات الكبرى في زمننا كلّها عالمية. لذلك من المثير للقلق أن نرى أنّ المشاكل من جهة تزداد ترابطًا في ما بينها، بينما الحلول بالعكس تزداد تجزئة. وليس من النادر أن نجد البعض لا يريدون فتح نوافذ الحوار وبداية شيء من الأخوّة، وهذا ينتهي بتأجيج المزيد من التوترات والانقسامات، فضلًا عن الشعور العام بعدم اليقين وعدم الاستقرار. بدلاً من ذلك، ينبغي أن نستعيد الإحساس بهويتنا المشتركة كعائلة بشرية واحدة. البديل هو العزلة المتزايدة فقط،التي تميزت بسبب عمليات احتكار وإغلاقات متبادلة عرَّضت في الواقع التعددية للخطر، أي الأسلوب الدبلوماسي الذي ميّز العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير