دعم الكرسي الرسولي بصرامة فكرة أن تكون الأسلحة النووية أدوات غير مناسبة وغير ملائمة للردّ على التهديدات التي تقوّض الأمن في القرن الحادي والعشرين وإنّ حيازتها مميتة”. هذا ما صرّح به البابا فرنسيس يوم الاثنين في العاشر من شهر كانون الثاني في خطابه أمام 183 ديبلوماسيًا اجتمعوا ليستمعوا إلى خطابه التقليدي مع بداية كلّ عام.
شدد البابا على أنّ “بين الأسلحة التي أنتجتها البشرية، تثير الأسلحة النووية القلق الأكبر. في نهاية شهر كانون الأوّل الماضي، بسبب الجائحة، تمّ مرة أخرى تأجيل المؤتمر العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الذي كان من المتوقع عقده في نيويورك في هذه الأيام الأخيرة.
إنّ عالمًا خال من الأسلحة النووية أمرٌ ممكن وضروري. لذلك أتمنّى أن يغتنم المجتمع الدولي فرصة ذلك المؤتمر لاتخاذ خطوة مهمة في هذا الاتجاه. لا يزال الكرسي الرسولي ثابتًا في القول إنّ الأسلحة النووية أدوات غير ملائمة وغير مناسبة للرد على التهديدات الأمنية في القرن الحادي والعشرين، وإنّ حيازتها أمر غير أخلاقي. يؤدي تصنيعها إلى تحويل الموارد عن آفاق التنمية البشرية المتكاملة، كما أن استخدامها، بالإضافة إلى إحداث عواقب إنسانيّة وبيئية كارثية، يهدد وجود البشرية نفسه.
بالإشارة إلى أعمال المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الذي يُعقد حاليًا في نيويورك، أكّد البابا فرنسيس أنّ “استئناف المفاوضات في فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران (خطة العمل الشاملة المشتركة)” هو “مهمّ بالمقدار نفسه” لأنّه يمكن أن يحقق نتائج إيجابية من أجل ضمان عالم أكثر أمانًا وأخوّة.
كما يذكّر البابا بأن “كل النزاعات تسهلها وفرة الأسلحة المتاحة”. يتابع قائلاً: “كل من يمتلك أسلحة ينتهي به الأمر باستخدامها عاجلاً أم آجلاً”، مرددًا كلمات البابا بولس السادس الذي قال “لا يمكن للمرء أن يحب وبين يديه أسلحة هجومية”.