Vaccination au Vatican © Vatican Media

مظاهرة… ضد الزامية لقاح كورونا

الحقيقة تبقى ثابتة لا تتزعزع والذي يثبت في الحقيقة هو الثابت في محبة الل

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
(ليس تشجيعا على أخذ اللقاح، ولكن، لكل خيار شخصي حر تبعات ومسؤوليات)
ما سيُكتَب في هذا النص صعب جدًّا… لأننا إن صَمَتنا علت أصوات بعض الجماعات بطريقة مُشكّكة، وإن تكلمنا جاء تعليق أعداء الكنيسة: إنّهُ الإنقسام! إنّما الحقيقة تبقى ثابتة لا تتزعزع والذي يثبت في الحقيقة هو الثابت في محبة الله… فعلا، لقد احترنا في أمر البَعض على ما يقول يسوع:
«وَبِمَنْ أُشَبِّهُ هذَا الْجِيلَ؟ يُشْبِهُ أَوْلاَدًا جَالِسِينَ فِي الأَسْوَاقِ يُنَادُونَ إِلَى أَصْحَابِهِمْ وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا! نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَلْطِمُوا! لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ، فَقالُوا: فِيهِ شَيْطَانٌ. جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَقالُوا: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ أعمالِهَا». (متى١١: ١٦-١٩)
لو مهما كتبنا وفسّرنا، هناك مَن يُريد الإعتراض والتشويه والهجوم… ولكن ذلك لن يُثنينا عن قول الحقيقة، ونحن متحدون بالصلاة والقول والعمل مع أمنا الكنيسة، مطيعون لقداسة البابا وبطريركنا المغبوط ومطراننا السامي الإحترام.
طالَعنا في الفترة الفائتة دعوة للتظاهر ضد: إلزامية لقاح كورونا. أصحاب الدعوة يعتبرون بأن هناك مؤامرة، وبأن اللقاح هو سمة الوحش التي في سفر الرؤيا، وبأن المعركة هي بين الله والشيطان، وهؤلاء المتظاهرين هم جيش بقيادة مريم العذراء، مُجنّدون للدفاع عن الكرامة والإيمان!
أريد أن أطرح الأسئلة التالية:
– ما الذي يستحق المظاهرة والإحتجاج؟ إجبارنا على أخذ اللقاح أم إجبارنا على الوقوف في طوابير الذل والهوان: طوابير البنزين؟
– ‏ما الذي يستحق المظاهرة والإحتجاج؟ منع السلطات من تجوالنا بسبب عدم أخذ اللقاح أم المستقوين والمسلحين المعشعشين في كل زاوية من وطننا، والذين يمنعوننا من التجول بحرية والعيش بأمان؟
– ‏ما الذي يستحق المظاهرة والإحتجاج؟ الإحساس بأن التشجيع على أخذ اللقاح هو تقييد لحرية الإختيار؟! لماذا الإحتجاج على هذه وعدم الإحتجاج على: فقدان الرواتب قيمتها الشرائية- غياب الكهرباء والإتصالات- فقدان أبسط الحقوق للعيش الكريم- والأسوأ، فقدان أولادنا الذي جدّوا وعملوا جاهدين لضمان حياة كريمة، وها هو جنى أعمارهم يذهب سُدًى في دفاتر البنوك؟
أمر عجيب! كل الظلم الذي نعيشه في هذا الوطن أليس معركة ضد الإنسان؟ أليس الإنسان هو خليقة الله؟ أليست إهانة الإنسان مكروهة لدى خالقه؟! ومتى استفقتم لتعترضوا؟ عندما قالوا لكم بأن اللقاح يحميكم؟!
لن أدخل في متاهة شرح أهمية أخذ اللقاح، لأني لو مهما شرحت لن تقتنعوا… ولكن: الله أعطى الإنسان عقلا، والعقل هو مصدر كل فكر سليم، إذا: الفكر هو من عطايا الله، والتفكير الذي يُميّز الإنسان هو إرادة إلهية. عندما ضربت الأوبئة، استعمل الإنسان كل ما لديه من قدرات علمية وعقلية حتى يجد الحلول… ولم تأتِ الحلول كاملة في مرّة واحدة، إذ عمل الإنسان على تطويرها… فإن داء الجدري (الذي قتل العشرات في بلدتنا مطلع القرن الماضي) اخترع له الإنسان لقاحًا… وكان من يأخذ اللقاح يتألم ويمرض، ومع مرور الزمن أصبح لقاح الجدري من أسهل العلاجات، والأهم: ما زال الجدري موجودًا، وما زال أطفالنا يمرضون به، وما زلنا نعطيهم اللقاح الأنه الحل الوحيد لإقامة جدار مناعي ضد هذا المرض. هكذا هو مرض كورونا: نحن من يأخذ الجيل الأول من اللقاح، وسوف يتطور هذا اللقاح ليصبح أمرًا عاديًّا، ونمرض ويمرض أبناؤنا بالكورونا، وسيصبح هذا المرض شائعا وعاديّا، وذلك بفضل اللقاح.
اللقاح هو نتاج فكر البشر، الذي هو وليد العقل الذي وضعه الله في الإنسان… لنحترم الإنسان ونحبه كما أحبه الله، ونقبل بتواضع عمل الإنسان لأن الله تواضع وصار إنسانًا ليؤلّهنا، ولندافع عن الإنسان في وطننا متظاهرين ضد الذين سلبوا حقوقه وكرامته (وهم معروفون)، ولنحب بعضنا بعضًا، فنأخذ اللقاح لنساهم بإبادة الوباء، فنحمي بعضنا بعضًا… لا تقولوا: الله هو الذي يحمي! لقد حمانا الله وحصّننا عندما أعطانا العقل للتفكير… “الله هو الذي يحمي!” هي عبارة فيها قتل لموهبة الله (العقل)، وتحميل الله ذنب مرضنا وموتنا! قولوا: الشكر لله دائمًا على جميع ما أعطانا إياه لمجد اسمه.
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري يوحنا فؤاد فهد

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير