إنّي مستعدٌّ لكلّ خدمةٍ فيها خيرُ النّفوسِ، ومساعدة القريبِ تمجيدًا لله…
الرّحمة تقول هذا المسكين هو رجل المسيح تأتي به إلى المأوى، تضمّد أوجاعه، وتدهنها بطيبِ القلب، والشّفقة
أبونا يعقوب
ذاك كان قلبه…إنّه القلب الذي طيّب به آلام الصّارخين، فداوى جراحهم بطيوب الشّفقة، والرّحمة، والحبّ.
إنّه قلب الكبّوشيّ، ذاك القلب الذي أعطى، وعاش التّضحية ليبلسم جراح القريب، ويُعيد إليه كرامته… تمثّل بمعلّمه الأوّل، بالمسيح الذي أعاد كرامة الإنسان، ومحا ذلّ خطيئته…
عاش الكبّوشيّ التّفاني، ليُلبِسَ النّفسَ ثوبَها الأبيض، بعد أن لطّخها الحرمان، والعوز، ورمتها الحاجة على هامش المجتمع، وعلى أرصفة الذلّ، حيث راحت تقتات الألم، وتدفئ بدمعها، صقيع خطيئتها…
ورد في كتاب الأب سليم رزق الله ” المكرّم أبونا يعقوب الكبّوشيّ”
يخبر الرّئيس ألفرد نقّاش : ” توّجهتُ إلى دير الصّليب برفقة عقيلتي، وأقام الأب يعقوب تمثيليّة على شرفنا، ودلّني على فتاة لا بأس بمواهبها، وقال لي إنّها أُصيبت بصدماتٍ عقليّة كبيرة، ومشاكل عائليّة، وبعد الجهد الطّويل، وبتشجيع الأب يعقوب، توصّلت إلى حالة شبه طبيعيّة، وما أثار إعجابي هو أنّها قامت بوصلةٍ غنائيّة، وبرقصةٍ كلّها أناقة، وجاذبيّة ، فلم أتمالك من أن أهمس لزوجتي “تصوّري إلى أين يصل تأثير رجل على فتاة لولاه لكانت ستنجرف إلى أسوأ مصير”
كلمة الرّبّ شفاء، وفرح، وحبّ… كلمة الرّبّ علاج ناجع…
هكذا أراد أبونا يعقوب أن ينتشل القريب من وحل الظّلم، وإساءة المجتمع…
هكذا أنقذ أبونا يعقوب تلك النّفس المتألّمة. فبمعونة الرّبّ، وطيب العناية الإلهيّة، كان الدّواء الشّافي… كان الطّبيب، والمعالج النفسيّ، والمرافق الرّوحيّ…
لأنّه كان “المستعدّ”…لأنّه أراد أن يمجّد الرّبّ، من خلال خدمة النّفوس، ومساعدة القريب…
وهذا ما نحن بحاجة إليه في يومنا هذا…
الصراخ أنين، والنّفوس تعبة… ونحن بحاجة إلى قريب نسنده، ويسندنا، لنبلغَ معًا مجدَ الرّبّ…
وهذا ما عبّر عنه البابا فرنسيس قائلًا :” نزل يسوع إلى طرقات العالم، ليلتقيَ بالإنسانيّة الجريحة، وليلاطف الوجوه التي حفرتها الآلام، وليحرّرنا من السّلاسل التي تقيّد النفس. بهذه الطّريقة بيّن لنا العبادة التي ترضي الله، وهي أن نعتني بالآخرين.”
ربّي يسوع… ساعدنا …
مدّنا بالقوّة لنستطيع النّزول إلى ساحات الإنسانيّة، لنستطيع الولوج إلى ثنايا النّفوس …
هناك من يصرخ… هناك من ينادي…
ساعدنا ربّي، وزوّدنا بالاستعداد الدّائم ، فنحن نريد أن نخدم …وأن نعطي…. وأن نحبّ…