The good Samaritan

WIKIMEDIA COMMONS

الرحمة على مثال السامري الصالح (2)

(لوقا 10\ 25-37)

Share this Entry
“وقال لصاحب الفندق مهما أنفقت من زيادة أؤديه لك”(لوقا 10\35)، المبدأ الخامس، عمل الرحمة لا ينتهي أبدًا، البقاء دائمًا على إستعداد لتلبية نداء هذا “المجروح والمتألم” مرّة أخرى من جديد، “فالسامري” جاهز من جديد لكي يشارك بحبه، ووقته، وماديته، وراحته.
في عمل الرحمة شارك “السامري” كلّ حياته، فأصبح “المجروح والمـتألم” قريب له، من عائلته.
هذا هو كمال عمل المحبة، لماذا؟ لأن هذ ما قام به يسوع من عمل رحمة مع الإنسانية، هو عاش هذه المبادئ الخمسة ودعا البشرية لتتشبّه به: “أحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم”(يو13/34).
كيف قام بها؟؟
رآى الإنسانية متألمة، مجروحة، رازحة تحت ثقل الموت والخطيئة، فنظر إليها وأشفق عليها، نظر إليها نظرة القلب، لم يقل هذا إنسان من تراب لا يستحق، هذا الإنسان قد خان العهد مرات عديدة، هذا الإنسان مجبول بالخطية، كلا، قال هذا الإنسان الذي يحبه قلبي جدًا، هذا الذي جبلته على صورتي ومثالي.
فدنا منا، نعم تجسّد في تاريخ البشرية وواقعها، ترك كل مجده وغناه وعرشه، ونزل إلى أعماق واقع البشرية فصار إنسانًا مثلها.
وأخذ يضمّد الجراح الجسدية فشفى المرضى، والجراح الروحية فغفر الخطايا، لم يهمّه التعب والكد والسهر والركض، كان همّه “الخلاص”.
فحمل الصليب عن البشرية لكي هي ترتاح، حمل خطايا البشرية لكي هي تتقدس، مات عنها، قدم أغلى ما يملك من ماديته جسده وروحه.
صحيح صعد إلى السماء، ولكنه مازال كل يوم منكبّ في نجدة البشريّة على الدوام.
فلا نخجل بأن نحبّ مثل من أحبنّا أكثر من ذاته، مثل يسوع المسيح، صانعين الرحمة على مثاله.
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير