أشار الرئيس ماتاريلا مرارًا وتكرارًا، هو البالغ من العمر 80 عامًا، إلى أنه لا ينوي الاستمرار في منصبه. ولكن أمام عدم القدرة على إيجاد بديل له، أعرب أخيرًا عن رغبته في أن يكون “جاهزًا” لخدمة قادة المجموعات البرلمانية. يضمن مثل هذا السيناريو الاستقرار في قمة الدولة من خلال الحفاظ على ماريو دراغي على رأس الحكومة، في بلد في طور الانتعاش الاقتصادي.
حصل سيرجيو ماتاريلا على 759 صوتًا من أصل 1009 من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب والمسؤولين الإقليميين الذين تمت دعوتهم للتصويت. وقد أشاد المسؤولون المنتخبون الموجودون في مجلس النواب حيث يجري الفرز بالنتائج.
من هنا، كتب أسقف روما يوم السبت الفائت: “أود أن أهنّئكم من القلب على إعادة انتخابكم. في هذه الأوقات من الجائحة، حيث يوجد العديد من الصعوبات والشكوك، خاصة في مجال العمل وحيث ازداد الخوف، بالإضافة إلى الفقر، مسببا الانزواء، أصبحت ولايتكم أكثر أهمية لتوطيد الوحدة ونقل الصفاء إلى البلد”.
كما أكّد البابا صلاته للرئيس المعاد انتخابه، قبل أن يختتم: “ليرافقك قديسو إيطاليا وليتشفّعوا من أجلك”.
موقع استراتيجي
يعتبر منصب الرئيس في شبه الجزيرة الإيطالية شرفيًا إلى حد كبير، لكنه يضطلع بدور بالغ الأهميّة في حالة حدوث أزمة سياسية، في بلد مشهده السياسي مجزأ للغاية. هو الذي يملك سلطة حل البرلمان وتعيين رئيس الوزراء ويمكنه رفض تفويض الحكم على التحالفات التي يعتبرها هشة للغاية.
وُلد سيرجيو ماتاريلا في باليرمو تحت قيادة موسوليني، وهو أحد رموز الديمقراطية المسيحية، وهو التشكيل المهيمن في الحياة السياسية بعد الحرب ضد الحزب الشيوعي الإيطالي. أصبح نائبا لأول مرة في أوائل الثمانينيات بعد أن اغتالت المافيا شقيقه بيرسانتي، رئيس منطقة صقلية.