Angélus du 6 janvier 2022 @ Vatican Media

استقبال المسيح، من دون تشكّ وانتقاد

البابا أثناء صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 30 كانون الثاني 2022

Share this Entry

مثل كلّ أسبوع، عاد البابا فرنسيس إلى إنجيل يوم الأحد، الذي يروي العظة الأولى ليسوع الناصريّ، في القرية التي ترعرع فيها. إنما بدلاً من أن يجد الوفاق، لم يجد سوى عدم الفهم والعداء والرفض. فقد أراد أهل بلده منه، أكثر من مجرد كلمة عن الحقيقة، أرادوا معجزات وآيات كبيرة. لكن الرّبّ يسوع لم يصنع لهم ما أرادوا فرفضوه، وقالوا إنّهم يعرفونه من قبل وهو طفل. هو ابنُ يوسُف (راجع الآية 22) وما إلى ذلك. وقال يسوع إذّاك عبارةً أصبحت مثلًا دارجًا: “ما مِن نَبِيٍّ يُقبَلُ في وَطنِه” (آية 24).

في الواقع، كان المسيح بتوقّع هذا السقوط، “كما يعلم المخاطرة التي سيقوم بها. إنما لمَ يذهب إلى مدينته؟ لمَ يصنع الخير لأناس غير مستعدّين لقبوله؟ بالنسبة إلى البابا، إنّ هذه التساؤلات تساعد على فهم الله: بوجه هذه الانغلاقات، هو لم يتراجع، هو لم يكبح حبّه، تمامًا مثل الأهل الذين يواصلون حبّهم لأولادهم ويصنعون الخير لهم بالرغم من أنهم ينكرون جميلهم. الله هو هكذا، إنما على مستوى أعلى بكثير، هو يدعونا إلى الإيمان بالخير وعدم إهمال أي شيء.

استقبال المسيح، من دون تشكّ أو انتقاد

نجد العِداء تجاه يسوع من جانب ”أقربائه” أمرًا يطرح علينا سؤالًا: لم يستقبلوه، ونحن؟ وإن أردنا التأكّد من ذلك، لننظر إلى أساليب الاستقبال والترحّيب التي يقدّمها يسوع اليوم إلى أهل بلده ولنا. قدّم لنا شخصين غريبين: أرملة من صَرْفَت صَيدا ونُعمانُ السُّوريّ. استقبّل كلاهما الأنبياء: الأولى استقبّلت إيليّا، والثاني أليشاع. لكن لم يكن الاستقبال سهلًا، فقد مرّ بمحن. استضافت الأرملة إيليّا على الرّغم من المجاعة ومع أنّه كان شخصًا مُضطَهَدًا (راجع 1 ملوك 17، 7-16)، كان مُضطَهَدًا سياسيًا ودينيًا. ومن ناحية أخرى، نُعمان، على الرّغم من كونه شخصية مرموقة، قَبِلَ طلب النبي أليشاع، الذي اضطره إلى أن يتواضع فيغتَسِل في النهر سبع مرّات (راجع 2 ملوك 5، 1-14)، كما لو كان طفلاً جاهلاً. باختصار، الاستقبال والترحيب من قِبَل الأرملة ومن قِبَل نُعمان هو استعدادهما للطاعة وتواضعهما. طريقة استقبال الله يجب أن تكون دائمًا استعدادًا لطاعته، والترحيب به، والتواضع. الإيمان يمرّ من هنا: يمرّ بالاستعداد والتواضع. الأرملة ونعمان لم يرفضا طرق الله وأنبياءه. بل كانا مرنَيْن لا متشددين ومنغلقين.

وفي الختام، قال: “أيها الإخوة والأخوات، تبع يسوع أيضًا طريق الأنبياء: قدّم نفسه على طريقة لا نتوقعها. لن يجده الذين يبحثون عن معجزات – إن بحثنا عن معجزات فلن نجد يسوع -، والذين يبحثون عن مشاعر جديدة، وخبرات حميمة وأشياء غريبة، والذين يبحثون عن إيمان قائم على القدرة والآيات الخارجية. لا، لن يجدوه. سيجده فقط الذين قبلوا طرقه وتحدياته، بدون تشكٍّ، وبدون شكوك، وبدون انتقادات ووجوه عابسة. بعبارة أخرى، يسوع يطلب منك أن تستقبله وترحّب به في الواقع اليومي الذي تعيشه، في كنيسة اليوم، كما هي، وفي الذين تقترب منهم كلّ يوم، وفي واقع المحتاجين، وفي مشاكل عائلتك، وفي الوالدين، والأبناء، والأجداد. نستقبل الله هناك. فهو موجود هناك، ويدعونا إلى أن نَتَطَهَّر في نهر الاستعداد وفي كثير من حمّامات التواضع الصحية. التواضع مطلوب للقاء الله، ولنسمح لأنفسنا بأن نلتقيه.”

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير