“إنّه عمل كريه ومتوحّش أنتج الآلام والخراب للبلد”، وهو عمل يدينه الأب الأقدس “بشدّة”: تلك كانت كلمات البابا فرنسيس بشأن المذبحة الجديدة التي حصلت قبل أيّام في إيتوري، وهي منطقة أنهكها الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. فقد قُتل على الأقلّ 60 شخصاً بالسلاح الأبيض مساء الأوّل من شباط في موقع يستقبل أشخاصاً مُهجَّرين، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
القُرب الروحيّ
وفي برقيّته الموجّهة لرئيس الكونغو والمُوقّعة من الكاردينال بييترو بارولين (أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان)، كتب البابا أنّه حزن لمعرفته بالخبر المأساوي، وطلب من الله “استقبال الضحايا في سلامه ونوره”، كما وطلب “منح العزاء لِمَن يبكون خسارتهم، الشجاعة والقوّة للعائلات المعنيّة ولكلّ الأشخاص الذين يُساهمون في إنقاذ الضحايا”، بالإضافة إلى “نعمة الشفاء والعزاء للجرحى وللحزانى الذين عبّر لهم عن قُربه الروحي وتعاطفه العميق، ونعمة السلام والأخوّة في إيتوري”، قبل أن يطلب من الله أن يحلّ “البركات الإلهيّة على رئيس البلاد وكامل الشعب”.
اعتداءات بلا نهاية
هذا الاعتداء الذي بلغت حصيلته 62 ضحيّة (من أصلهم 17 ولداً) بحسب مسؤول محلّي، يُنسَب لميليشيا Codeco، فيما أُقيمَت جنازة جماعيّة يوم الجمعة الماضي؛ مع الإشارة إلى أنّ العديد من المواقع التي تضمّ مهجّرين مع أبناء من البلد طُرِدوا من قراهم إثر أعمال عنف سابقة، تعرّضت لاعتداءات في الأشهر الأخيرة في مقاطعة إيتوري المُجاوِرة لأوغندا، فيما إيتوري ومقاطعة كيفو الشماليّة هما تحت الحصار منذ أيّار الماضي، في تدبير استثنائي يمنح سُلطة للجيش وللشرطة، إلّا أنّه لم يسمح حتّى الساعة لوضع حدّ لتجاوزات المجموعات المسلّحة.