بعد صلاة التبشير الملائكي البارحة الأحد 6 شباط 2022، حيّى البابا فرنسيس شهادتَي تضامن: الجهود المبذولة لإنقاذ راين الصغير في المغرب، ومساهمة جميع سكّان مونفيراتو Monferrato في إيطاليا للسماح لجون (المهاجر الغاني) بالسفر.
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، قال الأب الأقدس: “اعتدنا أن نرى وأن نقرأ أخباراً سيّئة في الأخبار، لكن اليوم أريد مشاركتكم شهادتَين جميلتَين”. وبهذا، أراد البابا الإشارة إلى قصّة راين الذي توفّي في المغرب على الرغم من الجهود الجماعيّة لإنقاذه، وقصّة سكّان مونفيراتو الذين ساعدوا جون المُصاب بالسرطان.
جهود مشتركة للمغربيّين لإنقاذ راين
راين توفّي مساء السبت بعد أن علق طوال 5 أيّام في قعر بئر جافّة ضيّقة يصعب الوصول إليها. كان الفتى البالغ من العمر 5 أعوام يلعب عندما وقع في الحفرة قرب منزل والدَيه شمال المغرب. ومنذ أن وجد الفتى نفسه في هذا المأزق، تجنّدت القرية برمّتها لمساعدته على الخروج، بحضور مُنقذين ومُسعفين.
وقد مدح البابا التضامن الذي أحاط بهذه القضيّة، حتّى وإن تحوّلت إلى مأساة: “كان الجميع هناك، يعملون لإنقاذ الفتى. لقد بذلوا قُصارى جهودهم، لكن للأسف لم يفلحوا… إلّا أنّ هذا المثل شهادة جميلة”.
تضامن سكّان مونفيراتو حيال جون
ثمّ تكلّم البابا عن مثل تضامن آخر في شمال إيطاليا: فسكّان مونفيراتو تشاركوا في جمع المال لأجل سفر المهاجر الغاني إلى بلده الأمّ. جون، 25 عاماً، وصل إلى القرية “بعد أن عانى ممّا يُعانيه جميع المهاجرين”. وهو حاليّاً مُصاب بسرطان في مراحله الأخيرة. وقد عبّر عن أمنيته قبل الموت: العودة لتقبيل أبيه!
بفضل تضامن الجماعة كلّها، تمكّن جون من الحصول على بعض العناية، وتحقّقت أمنيته: أعطوه المورفين وأرسلوه في طائرة مع رفيق له، كي يتمكّن من الموت بين ذراعَي والده.
“هذا يُظهر لنا، وسط الأخبار السيّئة، أنّ هناك أشياء جميلة، وأنّ هناك قدّيسين قربنا. شكراً على هاتين الشهادتَين اللتين أفرحتانا”.