“على المركز الروحاني أن يُساعد على السَير على خطى يسوع”: هذا ما كتبه البابا فرنسيس بخطّ يده في رسالة حملت تاريخ 30 كانون الثاني 2022 موجّهة لمؤسِّسة مركز الروحانية “سانتا ماريا” في الأرجنتين، والمدعوّة إينيس ماريا أوردونييز دي لانوس، بعد أن كانت الأخيرة قد طلبت منه كلمة لمناسبة العيد الخمسين للمركز والذي نشر عبر الإنترنت صورة الرسالة، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي.
في كلمته، تطرّق البابا أيضاً إلى “التجارب” التي قد تطال مركزاً للروحانية، لاسيّما الإيديولوجيّات، ذاكِراً الإيديولوجيا المصبوغة بالماركسية في السبعينيّات.
حوار مستمرّ مع الروح القدس
ودائماً في رسالته، أوصى البابا بروحانيّة في الروح القدس: “إنّ طريق مركز الروحانية لا يجب أن يكون إلّا طريق الإنجيل البسيط والواضح والذي يقضي يوميّاً بالسَير على خطى يسوع… وتقبّل اتّباع طريق “فهم” الإنجيل… خلف يسوع، تتداخل الأنوار مع الظلال، النور مع الظلمة والفرح مع الحزن… وبهدف السير جيّداً في هذا التزامن، يجب تبادل حوار متواصل مع الروح القدس، النور والحبّ، خالق الاختلافات والحبّ والانسجام. الروح القدس هو روح مركز الروحانيّة”.
نعم لأسلوب يسوع، لا للإيديولوجيات
أشار البابا إلى خصائص “أسلوب” يسوع قائلاً: “ثمة شيء آخر يُراود تفكيري: الأسلوب. كلّما كان أسلوب يسوع قريباً، كان أصيلاً. وأسلوب يسوع كان بسيطاً وحسّياً مع موسيقى وإيقاع تعبير شعبه. في هذا المعنى، يمكننا التكلّم عن “أصالة” يسوع. لم يقبل أو لم يدخل في لعبة الإيديولوجيات في ذاك الوقت (الفرّيسيين والصدوقيين والمتعصّبين)، بل تميّز واختار الفرادة”.
التمييز في الطريق
ثمّ تطرّق البابا إلى موضوع يهمّه: “التمييز”. “من هذا المركز وهذه النواة، على كلّ شيء أن يولد ويتنظّم. الطريق خلف يسوع؛ الانسجام هو عمل الروح الذي يجب أن نكون مُنفتحين عليه، فيما الطريقة الضروريّة لذلك هي القدرة على التمييز في الطريق. وهذه القدرة هي ما سيُعطي الإيقاع ويؤمّن الطريق الصحيح”.
وختم البابا كاتباً: “إينيس، أكتب ما يصدر من أعماق قلبي. حسّ الفكاهة لديك يُضحكني فيما أفكّر في سنينك الخمسة والسبعين… كان بولس يقول لتيموتاوس “لا تنسَ أمّك وجدّتك”. وإذ تضعون أمامكم صورة وجه أمّك الذي أذكره جيّداً، يمكنك أن تعِدي نفسك “بشباب ناضج” لمزيد من السنوات. أطلب منك من فضلك أن تُصلّي لأجلي. أنا أصلّي لأجلك. فليُباركك الرب ولتسهر عليك العذراء القدّيسة. بمودّة”.