Abouna Yaacoub, FCL

التربية الناشطة في عصر أبونا يعقوب؟

دروس من أبونا يعقوب الكبوشي

Share this Entry

” ما أطيبهم، هؤلاء الصّغار، عند وصولي إليهم منهكًا تعبًا بعد مشيٍ طويل، أراهم عند مدخل القرية يركضون نحوي، ويصرخون، ويتسابقون ليقبّلوا يدي…!

ما أطيبهم، عندما ألتقي بهم، في الكنيسة، وأراهم يتقدّمون إلى المائدة المقدّسة…!”

 أبونا يعقوب الكبّوشيّ

ما أطيبك “أبونا يعقوب”! معلّم الصّغار…

علّم الحبّ، ولم يجنِ سوى الحبّ… تفوّق في استعمال الطّرق النّاشطة في التّعليم…

لم يُجرِ أبحاثًا خاصّة، لم يستعِنْ بعلماء النّفس، والباحثين… حمل الصّليب، حضّر درسًا…

استنار بشعاع القربان، فتح الكتاب المقدّس، أصغى، تكلّم.. فربّى…

علّم الصّغار، جمعهم، من قرى عديدة، عاش معهم فرح الكلمة من خلال رياضات روحيّة، كتب لهم التّرانيم، علّمهم الاحتفال بالأعياد، وزّع عليهم الأيقونات، والمسابح… سعادته المطلقة كانت بجعل قلوبهم تضحك، فكان يترقّب ابتسامتهم التي حكت أجمل عبارات الشّكر، والامتنان…

علّم الصّغار أنّ الصلاةَ حوارُ حبّ مع الرّبّ، والسّيّدة العذراء.

“الصّلاة ليست طلبات، وتضرّعات، لكنّها التّمتّع بالتّواجد في حضرة الله” ( القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم)

  لم يعتمد أسلوب التّلقين، بل عاش معلّمًا، ومربّيًا، يتفنّن  في الوسائل التّربويّة لبلوغ الغاية المرجوّة، لبلوغ تلك الحركيّة النّاشطة التي تبعد جوّ الصّفّ عن الرّتابة، والملل ، وتحوّله إلى مسرح حبّ، وفرحٍ، وإيمان…

فمِن أبانا الذي في السماوات ، والسّلام عليك يا مريم، إلى صلاةٍ ربّيّة، وسلامٍ ملائكيّ يَجرِيان على النّمط الكبّوشيّ، على حوار حبّ بين الصّغار، والرّبّ، ومريم…

وقف أبونا يعقوب أمام صغاره قائلًا::” تصوّروا متعلّمًا يصل عند الآب السّماويّ، ويسلّم عليه:

“- أبانا الذي في السّماوات!

  • ماذا تريد يا بنيّ؟
  • أريد… أن يتقدّس اسمك، وأن يأتي ملكوتك، وأن يصير مثلما تريد أنت، على الأرض، كما في السّماء.
  • أحسنت يا بنيّ، أنا مسرور لأنّك فكّرت بي أوّلًا. ألا تريد شيئًا لك؟ ماذا تطلب؟
  • أعطنا خبزنا ، واغفر لنا خطايانا، ولا تدخلنا في التّجارب، ونجّنا من الشّرير.

لا يعطي الأب السّماويّ الجواب، بل يطلب من المتعلّم أن يذهب عند سيّدة اسمها مريم، ويحيّيها قائلًا:

  • السّلام عليك يا مريم…
  • ادخل يا بنيّ، ماذا تريد؟
  • أريد أن أقول لكِ أنّك ممتلئة نعمة، الرّبّ معك، أنتِ أجمل النّساء… مبارك ابنك يسوع.
  • أحسنت يا بنيّ.أنا مسرورة لأنّك فكّرت بي أوّلًا. ألا تريد شيئًا لك؟ ماذا تطلب؟
  • يا قديسة مريم، صلّي لأجلنا، وفي ساعة موتنا.

تشير مريم إلى المتعلّم، وتطلب منه أن يعود إلى الآب السّماويّ، فيعود، ويسأله الآب:

  • ماذا قالت لك السّيّدة ؟
  • قالت: آمين.
  • إذن سأعطيك ما طلبته منّي، ومنها.

تلك كانت إحدى أمثولات “أبونا يعقوب” هكذا كان يعلّم… هكذا كان يصلّي…هكذا كان يربّي…

ربّنا يسوع … ساعدنا لنعيَ أنّ التّربية حوارُ حبّ، وفرح…. ساعدنا كي تكون أمثولاتنا اليوميّة لقاء إيمانٍ، وحدائق حياة مطيّبة ببخور قدسيّة كلمتك…

                                       فيكتوريا كيروز عطيّه

 

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير