“الصلاة ليست حياديّة، للصلاة قُدرة عظيمة على تغيير القلوب وتغيير مجرى التاريخ”: هذا ما أكّده السفير البابوي في أوكرانيا المونسنيور فيسفالداس كولبوكاس مُضيفاً: “عندما أصلّي شخصيّاً لأجل السلام، أعرف تماماً أنّ ربّنا يسوع يستطيع في أيّ لحظة أن يُنير أحد رجال السياسة أو الجنود وأن يُغيّر القرارات”.
ففي مقابلة أجراها معه موقع “فاتيكان نيوز” ونقلتها لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي، عاد السفير البابوي إلى الوضع في أوكرانيا حيث “الخوف كبير، الضغط مرتفع، لكنّ الناس يُقاومون”، مُشيراً إلى أنّ “الصلاة لأجل السلام تُتلى بتقوى هذه الأيّام”.
وذكّر السفير بأنّ “رسالة الكنيسة تقضي باعتبار الجميع كإخوة”: “إذاً عندما نتكلّم عن الحوار، وعندما نُصلّي لأجل الحوار ككنيسة، نعرف أنّه يتوجّب علينا أن نُنير الحوار”.
كما واستنتج المونسنيور أنّ “الحوار السياسي يواجه عقبات حاليّاً”، مُشبِّهاً هذا الوضع “بما يجري في عائلاتنا لدى نشوب أيّ صراع”، ومُذكِّراً بأنّ الصراع لا يظهر في تلك اللحظة، بل هناك أسباب سابقة أدّت إلى سوء التفاهم. “عندما يتوقّف الحوار، يُلام كثر وليس فقط بعض الأشخاص المتورّطين مباشرة”.
أمّا الوجه الثاني لهذا الوضع فهو إيجابي بالنسبة إلى المونسنيور: “في وضع كهذا، تُعيد الكنيسة اكتشاف جمال رسالتها. ففي الحوار السياسي، إنّ اختيار طريق السلام يعني غالباً التمتّع بالشجاعة. إذاً، عندما نُصلّي للسلام، نصلّي أيضاً لشجاعة السياسيين”.
في سياق متّصل، لا يرى كولبوكاس أنّ الوضع في أوكرانيا ميؤوس منه: “يكفي القليل من الأشياء وتغيير في وجهة النظر والانفتاح على الآخرين على أنّهم إخوة. إذاً، حتّى وإن كان الوضع متوتّراً إنسانيّاً، إنّها وسيلة للكنيسة لإعادة اكتشاف رسالتها”.
ثمّ ذكّر المونسنيور أنّ الجميع مدعوّون للمساهمة في بناء المجتمع والأمّة والبلدان، إلّا أنّ هذا البناء لا يعني أبداً الذهاب بعكس الآخرين بل بناء الذات والوحدة والتفاهم.
وهنا، أشار السفير البابوي أيضاً إلى أنّه من المهمّ “تعزيز التفاهم بين الكنائس لأنّنا كلّما كنّا متّحدين، كنّا أقوياء من الداخل وتمكّنّا من إعطاء شهادة للإنجيل”.