يرى البابا فرنسيس مستقبل الكنيسة كما “حاول” أن يشير إليه في الإرشاد الرسولي الأوّل فرح الإنجيل، بأنها “الكنيسة في حجّ”. هذا ما فسّره في 6 شباط أثناء المقابلة التي أجراها مع التلفزيون الإيطالي Rai Tre.
سُئل البابا عن الإرشاد الرسولي الأوّل، فرح الإنجيل، الذي استوحاه من إرشاد بولس السادس، معتمدًا على خط المجمع الفاتيكاني الثاني ومؤتمر أباريسيدا، مصرّحًا بأنّ إرشاده لم يكن سوى “اقتباسًا”. وقال: “لقد حاولت أن أشير إلى مسيرة الكنيسة نحو المستقبل: كنيسة حاجّة”.
ثم استنكر من جديد “الدنيوية الروحية” باعتبارها “أكبر شرّ في الكنيسة” وجذور “الإكليروسية التي هي انحراف في الكنيسة. وشدّد على أنّ الإكليروسية تدفعنا إلى اتخاذ مواقف قاسية، إيديولوجيًا قاسية تأخذ مكان الإنجيل. وذكّر بمضادات موقفين رعويين خاطئين: بوجه البيلاجية، رحمة الله وقوّة الروح القدس؛ وبوجه الغنوصية، “جسد المسيح” الذي من دونه “لا خلاص”. وأكّد البابا: “في فضيحة الصليب، يكمن مستقبل الكنيسة من الكلمة الذي صار جسدًا”.
أما عن مستقبل العالم، فقدّر البابا أنّ العديد من رؤساء الدول يتشاركون همومهم وتوصياتهم، المعروضة في “جميعنا إخوة”، وهي وضع الإنسان وسط الخيارات الاقتصادية. إنما أسف “للعجز السياسي”، هذه الظروف السياسية والاجتماعية مع السياسة العالمية التي “تعرقل النوايا الحسنة” للحكام والضغط الثقافي الذي يمنعهم من التحرّر.
وفي الختام، ذكر الصحافي صلاة البابا التي تلاها في ساحة القديس بطرس الخالية من المؤمنين وقتئذٍ بسبب انتشار جائحة كورونا، وأجاب: “الصلاة هي أن ننظر إلى حدودنا واحتياجاتنا وخطايانا… الصلاة، هي الدخول بقوة إلى أبعد من الحدود، وأبعد من الأفق، وبالنسبة إلينا نحن المسيحيين، الصلاة هي لقاء “الأبّا”. “الولد لا ينتظر جواب أبيه، بل عندما يبدأ بإجابته، ينتقل إلى سؤال آخر. ما يريده الولد هو نظرة الأب أن تكون موجّهة صوبه. لا يهم التفسير؛ بل ما يهم هو أن ينظر إليه والده وهذا يشعره بالأمان”.